مع أحمد

إلى أين وصل كوفيد19 وجدري القرود؟.. وما هو مستقبل الأوبئة في العالم؟

تصريحات هامة أدلى بها حميد السبعلي، الخبير في رصد وتشخيص الأوبئة في مؤسسة “برايزن” في بروكسل لبرنامج مع الحكيم تفيد باحتمالية مواجهة العالم المزيد من الأوبئة في الفترة القادمة.

حيث أشار بعض الخبراء إلى أن العالم قد يواجه نحو أربعة آلاف انتشار فيروسي جديد بين الكائنات الحية وبينها الإنسان حتى عام 2070 ، وذلك بسبب التنوع البيولوجي الهائل وتطور الفيروسات طبيعيا أو معمليا، إضافة للكثافة السكانية العالية وسهولة المواصلات.

من جانبه أوضح السبعلي أن جائحة كوفيد لم تنتهي بعد، إلا أن الأزمات التي يمر بها العالم في الوقت الحالي من حروب ونقص الغذاء وانتشار اللاجئين قد أخرجت الجائحة من لائحة الطوارئ العالمية، ولكن هذا لا يعني نهاية الوباء فقد تنجرف الأوضاع في أي لحظة إلى حالة خطيرة من الوباء على حد قوله.

ووفقا لخبير الأوبئة لا يمكن أن يتكهن العلم بمستقبل الأوبئة، فقد جاءت الأنفلونزا بثلاث جائحات أسوئها الأنفلونزا الأسبانية التي قضت على عدد كبير من سكان العالم، والآن يتعايش العالم مع الأنفلونزا ويوجد له لقاحات، وبالمثل فقد أفزع انتشار فيروس كورونا المستجد العالم إلا أنه لا يمكن الجزم هل أوشك العالم على التعايش معه أم أنه مجرد هدوء ما قبل العاصفة.

هل أصبحت الأنظمة الصحية أكثر قدرة على المواجهة؟

في سياق متصل أوصت وكالة الأدوية الأوروبية بجرعة تنشيطية ضد كوفيد-19 مخصصة لمكافحة متحوري أوميكرون الفرعيين بي.إيه.4 وبي.إيه.5 وذلك بما يُسمى اللقاح ثنائي التكافؤ الذي طورته فايزر بيونيك.

و في نفس السياق ألغت منظمة الصحة العالمية توصياتها باستخدام دوائين بالأجسام المضادة على أساس عدم فاعليتها أمام متحورات أوميكرون الحديثة، والعلاجان هما سوترو فيماب وكاسيري فيماب-إيمدي فيماب، واستبعدتهما الهيئة التنظيمية للصحة في الولايات المتحدة، لكنه لم يُلغ في أوروبا بعد.

وتعليقا على ذلك فقد أشار السبعلي في حديثه للجزيرة مباشر أن مبادرة كوفاكس قد فشلت فشلا ذريعا في إيصال اللقاحات للدول الفقيرة، على غرار بعض الدول الأفريقية التي لم تتجاوز نسب التلقيح فيها 10 أو 20 بالمائة على الأكثر.

وذلك بعد أن رفضت الشركات المنتجة للقاحات تخفيض السعر للمبادرة فاضطرت كوفاكس إلى اللجوء إلى لقاحات أقل جودة لم تستطع إقناع وتثقيف المواطنين عنها وتصديرها لهم على أنها مؤامؤة من ذوي البشرة البيضاء.

إلى أين وصل جدري القرود؟

أما فيروس جدري القرود فيواصل انتشاره في بلاد جديدة و ظهر المرض لأول مرة في الصين الموطن الأول لوباء كورونا وبالتحديد في مدينة تشونغ تشينغ لشخص وصل من الخارج.

كما ظهر المرض لأول مرة أيضا الأسبوع الماضي في دولة البحرين لشخص عائد من الخارج وفقا لوزارة الصحة البحرينية.

أما على صعيد الوفيات بالمرض فقد سجّلت الولايات المتحدة ثاني حالة وفاة على صلة بـ جدري القرود لمريض كان يعاني نقصا حادا في المناعة على الرّغم من تراجع وتيرة الاصابات في البلاد.

ووفقا لضيف برنامج مع الحكيم فإن جدري القرود مثال آخر على المشاكل الأفريقية التي صدرت للعالم، حيث تحتوي القارة الأفريقية على 30 بالمائة من الأوبئة العالمية، وبسبب تبعات كورونا وإرهاق النظم الصحية أصبحنا نواجه حوالي 50 أو 60 متحور فيروسي كل عام مقارنة بمتحورين أو ثلاثة على الأكثر قبل الجائحة.

وأخيرا اوضح الخبير أن هذه الإنذارات ليست كذبة أو تنبؤ أو مجرد بلبلة إعلامية، فقد حذر العلماء من وباء قادم منذ فترة وبالفعل ظهرت العديد من الفيروسات الجديدة، وعلى الرغم من أن جدري القرود فيروس غير خطير ذو حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين (DNA virus)، ما يعني أن مادته الوراثية منسوخة على شريطين متقابلين من الحمض النووي بهما المعلومات نفسها، إذا حدث تلف أو تشوُّه في أحدهما يساعد الآخر على إصلاحه، إلا أن هذا لا يعني التهاون في التعامل معه.