وفقا للدكتور أكرم الخولاني أخصائي طب الأسرة في مركز ماربل الطبي بالدوحة وعضو الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة، فإن بعد أن الصيام يعزز التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق تقليل مقاومة الأنسولين، مما قد يكون مفيدًا بشكل خاص لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري، حيث يؤدي تقليل مقاومة الأنسولين إلى زيادة حساسية الجسم للأنسولين، مما يسمح له بنقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا بشكل أكثر كفاءة.
وأضاف أيضا أن بعض الدراسات قد وجدت أن الصيام يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الالتهاب ويساعد على تعزيز الصحة، كما يعزز صحة القلب عن طريق تحسين ضغط الدم، وتقليل الدهون الثلاثية ومستويات الكوليسترول.
ألا أن بعد انتهاء فترة رمضان والعيد التي تعتبر فترة استثنائية من السنة يختلف فيها النظام الغذائي وتختلف العادات الاجتماعية ونمط الحياة اليومي عن بقية العام، يتغير أداء أجهزة الجسم عموما خاصة الجهاز الهضمي خلال شهر رمضان مع تغير الروتين اليومي الذي يصاحب الصيام.
فقد يشعر الشخص ببعض الاضطرابات الهضمية والعصبية بسبب العودة إلى الروتين السابق والعادات الخاطئة التي اعتاد عليها الشخص وامتنع عنها خلال فترة الصيام كالتدخين والإفراط في تناول الكافيين.
وأكد ضيف البرنامج أن بعض هذه العادات الخاطئة التي يقوم بها الصائم قد تؤدي إلى نتيجة عكسية للصيام غير مرغوب بها، ومن ضمن هذه العادات هي الإفراط في تناول الطعام بعد انتهاء فترة الصيام، فضلا عن الإقبال على المأكولات الدهنية التي تحتوي على نسبة عالية من التوابل والزيوت والتي قد تؤدي إلى مشاكل هضمية كبيرة.
ومن أهم المشاكل التى قد يواجهها الصائم خلال شهر رمضان والعيد هي عسر الهضم والإمساك أو الإسهال، فضلا عن اضطرابات النوم التي تحدث نتيجة هذه العادات الخاطئة، مما يؤدي إلى قلة التركيز وتهيج الجهاز العصبي ، بالإضافة إلى الانخفاض الملحوظ في المستوى الدراسي لدى بعض الطلاب أثناء فترة الصيام والعيد.
وأوضح خولاني أنه نظريًا يجب أن تؤدي فترة الصيام والامتناع عن تناول بعض الأطعمة والمشروبات إلى تقليل إجمالي السعرات الحرارية، مما قد يؤدي إلى زيادة فقدان الوزن بمرور الوقت، إلا أن الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والجاهزة والحلويات قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في الوزن عند بعض الصائمين.
وبعد مرور فترة الصيام يعود الشخص إلى الروتين السابق، وتكون هذه فرصة جيدة لبداية جديدة تهدف إلى الاهتمام بالصحة والعناية بالجسم واكتساب عادات صحية سليمة، لذا نصح الطبيب بالتدرج في العودة إلى الروتين الطبيعي وتقسيم الطعام على مدار اليوم حيث يفضل تناول خمس وجبات خفيفة بدلا من ثلاث وجبات، وعدم العودة إلى العادات السيئة كالتدخين أو الإفراط في تناول القهوة والكافيين.