تعد الأعراض المرتبطة بالإجهاد والتوتر واحدة من أكثر المشكلات شيوعًا في الحمل، والتي يعاني منها حوالي ربع الحوامل، بما في ذلك النساء اللاتي يحملن حملًا صحيًا ويعشن في حالة اجتماعية واقتصادية عالية، مما يلفت الانتباه إلى أهمية دعم الصحة العقلية للحوامل.
وفي دراسة جديدة أجراها مستشفى الأطفال الوطني الأمريكي أكدت أن ارتفاع مستوى القلق والاكتئاب والتوتر لدى النساء الحوامل يؤدي إلى تغيير السمات الرئيسية لدماغ الجنين، وأن الضغط النفسي المستمر بعد ولادة الطفل قد يؤثر على التفاعل بين الوالدين والطفل.
واعتبر الباحثون أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في هذا الصدد والتي توضح أن دماغ الجنين الناتج عن التعرض للاضطراب النفسي قد يكون مرتبطًا سلبًا بالنمو العصبي للرضع، بما في ذلك التنمية الاجتماعية والعاطفية.
وبحسب الباحثين تعاني واحدة من كل أربع نساء حوامل من أعراض مرتبطة بالتوتر، وهي أكثر مضاعفات الحمل شيوعا ويعتبر الخبراء أن إبعاد الحوامل عن التوتر والقلق من أهم العوامل التي تساعد على عمليات النمو المعرفي للأطفال.
كما وجدت الأبحاث السابقة أن التعرض للاكتئاب أو القلق أثناء الحمل يؤثر على نمو دماغ الطفل، وأن الصحة العقلية للأم يمكن أن تغير الكيمياء الحيوية وهيكل دماغ الطفل داخل الرحم.
حيث لاحظ العلماء أثناء الدراسة تغيرات في عمق الأخاديد أو الطيات في دماغ الجنين وحجم الحُصين، وهو جزء من الدماغ يلعب دورًا رئيسيًا في التعلم والذاكرة.
وأوضح الباحثون أن هذه التغييرات يمكن أن تفسر بعض مشكلات النمو التي لوحظت بعد الولادة ، بما في ذلك المشكلات الاجتماعية والعاطفية، وصعوبة إقامة علاقات إيجابية بما في ذلك التفاعلات بين الوالدين والطفل.