بعد ان سلط “تقرير الصحة النفسية في العالم” الأخير الصادر عن منظمة الصحة العالمية الضوء على المشاكل النفسية التى يتعرض لها العالم في ظل الظروف القاسية التي نتجت عن انتشار الأوبئة والحروب وغيرها من أحداث، أوضح الكاتب القطري حمد حسن التميمي أخصائى تعديل السلوك وعضو نقابة محترفي اللايف كوتشنج البريطانية أن الأزمات مستمرة مادامت البشرية، إلا أن طريقة التعامل مع المشكلات تختلف من شخص لآخر.
وأضاف ضيف برنامج (مع الحكيم) أن الشعور بالضعف والحزن من وقت لآخر هو مجرد جزء طبيعي من الحياة، ومع ذلك لا يجب أن تمنعنا مشاعر اليأس والكآبة من عيش حياتنا الطبيعية فهي موجودة بشكل يومي في جميع الأحداث الدائرة حولنا.
وأكد أنه لا داعي للخجل، فواحد من كل أربعة يعاني من مشكلة تتعلق بالصحة العقلية في حياته، فضلا عن أن الاكتئاب هو أحد أكثر الأمراض شيوعًا.
وهو ما دعا إليه مسؤولي منظمة الصحة العالمية إلى إنهاء الوصمة السلبية للمصابين بمشكلات نفسية، حيث أن 20 بلدا في العالم لا تزال تجرّم محاولات الانتحار.
وقد تضرر الشباب والنساء والأشخاص الذين يعانون أصلا مشكلات في الصحة العقلية، بدرجة أكبر جراء تبعات الجائحة والقيود المترتبة عنها.
كما أوضح الضيف أن أهم طريقة للتغلب على التوتر وضغوطات الحياة هي تقبل الأحداث والنظر بتفاؤل للمستقبل، فضلا عن الحرص بشدة على الاهتمام بالصحة.
حيث أشار أخصائي السلوك أنه ينبغي ألا يخلو النظام اليومي من الأنشطة البدنية، والحصول على أخذ قسط وافر من النوم، فضلا عن اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا.
كما يمكن تجربة أساليب أخرى تساعد على الاسترخاء مثل اليوغا، والتأمل، وتمارين التنفس، فضلا عن ممارسة رياضة المشي في مكان مفتوح خارج المنزل.
وأوضح أن الصحة النفسية لا تستقيم إلا بعد وضع حدود بين الحياة الاجتماعية والحياة الشخصية، لذلك يجب على الشخص تجنب تصفح رسائل البريد الإلكتروني في المساء أو أثناء عطلة نهاية الأسبوع، فضلا عن الابتعاد عن الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الإجتماعي في العطلات، وتجنب التعرض للأخبار السيئة بشكل متكرر.
وأضاف أن وسائل التواصل الإجتماعي هي السبب في تفاقم الأزمات، وهو ما حدث أثناء جائحة كورونا، فقد مر على الناس العديد من الأزمات قديما ولكن لم يكن لها نفس التأثير السلبي على الصحة العقلية وذلك بسبب غياب تكنولوجيا التواصل المتطورة في وقتها.