استخدام الموسيقى في علاج الخرف أصبح موجودا في عدة بلاد، وفي تقرير عرضه برنامج مع الحكيم قدم فيه المتطوعتان ميساء أبولغد ولانا مشتاق عرضا موسيقيا في دار للمسنين بعمان بهدف التخفيف من الاضطرابات العقلية كالخرف والقلق والاكتئاب على نزلاء الدار.
ولكن كيف يمكن للموسيقى أن تساعد الأشخاص المصابين بمرض الخرف؟
تشير الأبحاث إلى أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يوفر فوائد عاطفية وسلوكية للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف، فغالبًا ما يتم الاحتفاظ بالذكريات الموسيقية وذك بسبب عدم تضرر مناطق الدماغ الرئيسية المرتبطة بالذاكرة الموسيقية نسبيًا بسبب المرض.
فضلا عن بعض الفوائد التي يمكن للموسيقى أن تقدمها لمرضى الخرف على غرار تخفيف التوتر وتقليل القلق والاكتئاب وتقليل الانفعالات، ومن أهم فوائد العلاج بالموسيقى “توفير وسيلة للتواصل” خاصة لأولئك الذين يواجهون صعوبات من أجل الاندماج في المجتمع.
وفي السياق نفسه أشارت بعض الدراسات المبكرة أيضًا إلى أن وظائف الذاكرة الموسيقية تختلف عن الأنواع الأخرى من الذاكرة، ويمكن أن يساعد الغناء في تحفيز الذكريات الفريدة بالإضافة إلى التشجيع على الحركة حتى لوكانت بسيطة كالتصفيق أو النقر بالقدمين على الإيقاع.
بالطبع يستمع الناس من جميع الأعمار إلى الموسيقى ويستمتعون بها، مما يجعلها – نوعا ما – لغة عالمية ومع ذلك، يمكن أن تتجاوز قيمتها مجرد الاستماع، ووفقًا لكيمو ليهتونن، أستاذ التربية في جامعة توركو (فنلندا) ومعالج بالموسيقى لأكثر من 25 عامًا قال: “في الواقع، يستخدم المعالجون العلاج بالموسيقى لتعزيز الذاكرة والشعور بالذات في علاج كبار السن المصابين بالخرف”.
وأضاف “أستخدم بشكل أساسي الأغاني القديمة في زمن الحرب، والتي يبدو أنها تجلب الكثير من الذكريات الحية إلى أذهانهم، فهناك علاقة وثيقة بين الموسيقى والعواطف اللاواعية التي ينشطها الإيقاع حتى لو كان المرضى لا يستطيعون تذكر هويتهم”.
ونظرًا لأن الخرف حالة تنكسية، فإن التعبير عن الاحتياجات الأساسية وفهمها يمكن أن يصبح مشكلة ويؤدي إلى شعور معقد بالعزلة للمصابين، ولكن استخدام الأغاني في بيئة علاجية يعزز التواصل ويوفر بنية تواصلية، ويتيح الحوار.
لذا يعتقد الخبراء أن هذا النوع من العلاج يمكّن المرضى من الخروج من العزلة التي يفرضها مرض الزهايمر والخرف، فعلى حد قولهم تعمل الموسيقى كمترجم لصور العالم دون أن ترتبط بالتفاعل اللفظي.