مع أحمد

في بيتنا مراهق.. كيف يمكن التعامل معه؟

يشهد الأبناء من الأولاد والبنات تغيرات فسيولوجية مصحوبة بتغيرات نفسية تختلف بين الذكور والإناث، فما هي العلامات المصاحبة للبلوغ لدى الجنسين؟ وكيف يمكن التعامل مع التغيرات التى يمر بها المراهق؟ ومتى تصبح المراهقة حالة مرضية تحتاج إلى تدخل الطبيب؟
أسئلة كثيرة تدور فى بال العديد من الآباء الذين شارف أبنائهم على مرحلة البلوغ أو يمرون بأوقات صعبة من أجل تخطي هذه المرحلة.
وتجيب عن هذه الأسئلة الدكتورة / عبير عيسى اختصاصية الطب النفسي ضيفة برنامج مع الحكيم، حيث أوضحت أن البلوغ هو أول خطوة في مرحلة المراهقة ويحدث بسبب بعض التغيرات الهرمونية عند كل من الذكور والإناث، وينتج عنها تغيرات فسيولوجية جسمانية وتغيرات نفسية، وتختلف العلامات بين الذكور والإناث من ناحية السن حيث تبلغ الإناث عادة في مرحلة مبكرة عن الذكور، ويكون سن البلوغ فى الإناث من 10 سنوات إلى 15 سنة ويكون سن البلوغ فى الذكور من 12 سنة إلى 16 سنة.
ويدخل في الوصول الى مرحلة البلوغ العديد من العوامل منها :
الهرمونات
والجينات
والعوامل الوراثية
وهذا ما يحدد سن وفترة البلوغ عند كل من الإناث والذكور، وفي هذه الفترة يكون المراهق غالبا متناقض مع نفسه، فهو يسعى جاهدا لتحقيق الإستقال لكنه يتوق لقبول الأقران، ويتصرف كأنه على علم بكل شئ ومع ذلك يفتقر إلى الكثير من الخبرة، ويشعر بأنه لا يقهر ومع ذلك فهو غالبًا ما يكون غير آمن، وقد ينجح بعض المراهقين في هذا الاختبار الصعب ويقوم بتحدي السلطة، ولكن هذه التجربة قد تكون مدمرة للذات.
ليس الأمر سهلاً…
فيما يلي بعض المفاتيح للتعامل بنجاح مع المراهقين، أوضحتها الدكتورة / عبير عيسى اختصاصية الطب النفسي في حوار خاص مع الجزيرة مباشر، وبالطبع قد لا تنطبق جميع النصائح الواردة أدناه على جميع الحالات، فاستخدم ما ينجح واترك الباقي.
واحدة من أكثر الخصائص شيوعًا بين المراهقين هي أنهم يحبون الضغط على البالغين لكي يتفاعل البالغ بشكل سلبي، فعلى سبيل المثال يقوم المراهق باستمرار بالعصيان، وعدم الاستماع، والرد على الكلام، وخرق القواعد، والمساومة، والاستفزاز وخلال هذه اللحظات، كلما أصبح الطرف البالغ أكثر تفاعلًا وانزعاجًا، كلما اعتقد المراهق أنه يتمتع بالسلطة.
لذلك أول قاعدة أساسية في مواجهة المراهق هي الحفاظ على الهدوء وعدم الإنفعال بسرعة، فكلما قل رد الفعل على الاستفزازات، زادت سيطرة البالغ على الموقف.
نظرًا لأن معظم المراهقين يرغبون في تجربة أكبر قدر من الاستقلال، لذا من المهم جدًا وضع حدود للحفاظ على علاقة عملية وبناءة، (ويمكن تسميته هذه الحدود القواعد الأساسية أو قواعد المنزل أو قواعد السلوك) ويجب أن تكون هذه القواعد عادلة ومعقولة ويمكن تطبيقها باستمرار.
وطبقا لخبيرة الطب النفسي القاعدة الأولى والأهم في هذه القائمة هي الإحترام، بالإضافة إلى بعض القواعد الأساسية المتعلقة بالعلاقات الشخصية أو الأسرة أو المدرسة، ويجب أن تكون القائمة قصيرة وواضحة ومشار إليها كتابيا إذا أمكن ذلك.
بالطبع في بعض المواقف البيسطة عندما يكون المراهق صعبًا يمكن أن يظهر الطرف البالغ التعاطف، من خلال عدم المبالغة في رد الفعل أو الرد بابتسامة أو القاء دعابة بدلا من العبوس.
وأيضا تجنب إخبار المراهق بما يجب فعله في الأمور التافهة، فقد يتم تفسير النصيحة المستمرة غير المرغوب فيها على أنها انتقائية، وتشكل تهديدًا لإستقلالية المراهق وقد يجعلك هذا “العدو”.
وأخيرا عندما يصر المراهق على انتهاك القواعد المعقولة فعندها يجب استخدم سياسة العقاب، وتعد القدرة على تحديد العقاب وتنفيذه من أقوى المهارات التي يمكن أن نستخدمها للتحكم في المراهق الذي يمثل تحديًا، فسياسة االعقاب إذا تم التعبير عنه بشكل فعال، فإن النتيجة تعطي وقتا للمراهق للتفكير، وتجبره على التحول من المقاومة إلى التعاون.