مع أحمد

تدهور النظام الصحي في أفغانستان

يعاني النظام الصحي في أفغانستان من تدهور كبير بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد منذ ما قبل سيطرة حركة طالبان على الحكم، ومع عدم تلقي العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية رواتبهم لعدة أشهر، يحاول النظام الصحي الآن درء الانهيار التام.
وهو ما أثر على هذه المستشفى الرئيس للأطفال في كابول، مستشفى إنديرا غاندي للأطفال الذي يمتلئ بالأمهات والأطفال المرضى في غرف الانتظار، وبحسب تقرير ورد ذكره في برنامج مع الحكيم على شاشة الجزيرة مباشر، يقوم الطاقم الطبي بوضع ثلاثة أطفال أو أكثر في حاضنة واحدة.
وهو الأمر الذي يتسبب في إرهاق كبير للطاقم الطبي والممرضات خاصة عقب غياب عدد من العاملين الذين فروا من البلاد بعد سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس الماضي.
وبعد زيارة إلى كابول في منتصف أكتوبر / تشرين الأول، أعرب نائب المدير التنفيذي لليونيسف، عمر عبدي، عن صدمته من الظروف التي رآها، حيث استند عبدي في بعض ملاحظاته على زيارته إلى مستشفى إنديرا غاندي للأطفال في العاصمة الذي يضم 360 سريرًا، والذي يتعامل مع نقص الموظفين بعد فرار العديد من العاملين الطبيين من البلاد أو القيام بأعمال أخرى بسبب عدم الدفع.
وقال عبدي “زرت مستشفى الأطفال وصُدمت عندما رأيت كم كانت مليئة بالأطفال المصابين بسوء التغذية، وبعضهم مجرد رضع” وذكر شلل الأطفال والحصبة كمصدر للقلق بالإضافة إلى سوء التغذية الحاد.
وفي ظل هذه الظروف طالب المسئولون في وزارة الصحة الأفغانية بتقديم يد العون لأفغانستان في المجال الطبي، وفي تصريحات للدكتور محمد لطيف باهر، مساعد مدير مستشفى أنديرا غاندي في كابول، قال ” نحن نواجه أزمة في أجور الموظفين العالملين بالمستشفي، فضلا عن مشاكل نقص الأدوية ونقص الغذاء للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، كما أن كل ممرضة تقوم برعاية 24 طفل، بالإضافة إلى أن مستشفى الأطفال في كابول يعاني من نقص في الإمدادت الطبية الضرورية”.
وعلى إثر ذلك، لجأ الكثيرون إلى المنظمات الخارجية التي تواصل تقديم الخدمات الصحية في أفغانستان، مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، التي تعمل في البلاد منذ 70 عامًا، ومنظمة أطباء بلا حدود (MSF) ، ويقول ممثلو كلتا المنظمتين إنهم رأوا رحيل بعض الموظفين وزيادة عدد المرضى بعد استيلاء طالبان على السلطة، مصدر قلق قاتل.
وبناء على ذلك، وفرت الأمم المتحدة رواتب حوالي 23500 موظف بقطاع الصحة في أفغانستان قبل أيام، بما قيمته 8 ملايين دولار، متجاهلة وزارة الصحة التى شكلتها حكومة طالبان.
ولا يفوتنا أن ننوه عن التعاون السابق بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع منظمة الصندوق العالمي للمساعدات الصحية لإحياء برنامج كان البنك الدولي يموله، ولكن تم إيقاف المساعدات منذ أن وصلت حركة طالبان إلى الحكم في منتصف آب/ أغسطس الماضي.
ومازالت الأمم المتحدة تحاول توصيل المساعدات لملايين الأفغان تفاديا لانهيار الاقتصاد والخدمات الصحية والتعليمية في أفغانستان.

https://www.facebook.com/watch/?v=627157948433008