يمكن لممارسة الرياضة أن تفيد الأطفال من نواحٍ عديدة، إلا أن جميع الرياضات ليست متساوية عندما يتعلق الأمر بصحة العظام.
فقد أشار بحث جديد، نشر بمجلة ” ميديسن آند ساينس”، إلى أن الأطفال الذين يمارسون رياضات متعددة الاتجاهات على غرار كرة القدم أو كرة السلة أو رياضة البادل، بدلاً من الأنشطة أحادية الاتجاه مثل الجري يتمتعون بصحة أفضل.
وأضاف الدكتور سهيل حسن أخصائي جراحة العظام في مركز دوك الطبي في قطر لبرنامج (مع الحكيم) أن معدل لاعبي البادل والتنس والرياضات متعددة الاتجاهات أصبح مرتفع جدًا على مستوى العالم، إذ ينصح بها الأطباء وتصلح للأعمار كلها.
وتُظهر البيانات أن ممارسة الرياضات متعددة الاتجاهات في سن صغيرة، مقابل التخصص في رياضة واحدة مثل الجري، يقلل من خطر إصابة الشخص بمشكلات العظام من خلال تطوير هيكل عظمي أكبر وأقوى.
ووفقا للخبراء فإن هناك تصور خاطئ شائع بأن الأطفال بحاجة إلى التخصص في رياضة واحدة للنجاح على مستويات أعلى، ولكن البيانات الحديثة تشير إلى أن الرياضيين الذين تخصصوا في سن مبكرة معرضون بشكل أكبر للإصابة بسبب الإفراط في التدريب ويقل احتمال تقدمهم إلى مستويات أعلى.
ووجد الباحثون أن النساء اللواتي شاركن في كل من رياضة الجري والرياضات متعددة الاتجاهات عندما كن أصغر سناً كان لديهن قوة عظام أكبر بنسبة 10 بالمئة إلى 20 بالمئة مقارنة بـ نظيراتهن اللاتي مارسن الركض فقط.
وتمت الدراسة عن طريق استخدام تصوير عالي الدقة لفحص العظام في قصبة وأقدام النساء اللواتي يتنافسن في الجري، وكانت النتائج هي معاناة هذه الفئة من النساء من إصابات إجهاد العظام، وأشهرها كسور الإجهاد.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهر المسح أن أولئك الذين مارسوا رياضات مثل كرة القدم أو كرة السلة عندما كانوا أصغر سناً يتمتعون ببنية عظام وقوة أفضل من أولئك الذين مارسوا رياضة الركض أو ركوب الدراجة أو السباحة فقط.
ولذلك نصح القائمون على الدراسة بإعطاء الرياضيين وقتًا للسماح بالنمو والتطور المناسبين، وعدم التخصص حتى عامهم الأول في المدرسة الثانوية على الأقل.
وأضافوا أن أولئك الذين يمارسون رياضات متعددة بالفعل يجب أن يأخذوا إجازة للراحة والتعافي خلال العام، وذلك لتحسين قوة العظام وأدائها.
