أشارت الدكتورة شذا محمد المسؤولة الطبية بوحدة التأهب لمخاطر العدوى والوقاية منها بمنظمة الصحة العالمية أن الوضع الراهن بالنسبة لانتشار فيروس جدري القرود غير مبشر، حيث رصدت المنظمة زيادة بنسبة 18 بالمائة في الإصابات عن الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي الحالات إلى 23 ألف حالة في 83 دولة.
كما أضافت لبرنامج (مع الحكيم) أنه على الرغم من أن معظم الحالات كانت من نصيب أوروبا، إلا أن هناك حوالي 28 حالة في دول إقليم شرق المتوسط حتى الآن، وبسبب اتساع الرقعة الجغرافية للمرض، أعلنت منظمة الصحة العالمية جدري القرود حالة طوارئ وذلك للعمل على توجيه بعض الدول إلى التعامل الجاد مع انتشار الفيروس الذي يواصل الظهور في مزيد من الدول ومنها السودان الذي أعلن ظهور أول حالة فيه.
وفي أوروبا تصاعدت المخاوف أكثر بعد تسجيل إسبانيا حالة وفاة مرتبطة بالفيروس، بعد وقت وجيز من تسجيل حالة وفاة بالبرازيل سبقتها خمس وفيات بالقارة الأفريقية.
وتثير الوفيات مخاوف بعض الدول التي صارت تتعقب المخالطين للمصابين على غرار الفلبين وأستراليا وبعض الولايات الأمريكية التي أعلنت حالة تأهب تام للسيطرة على انتشاره.
من جانبها أوضحت ممثلة الصحة العالمية للجزيرة مباشر أن المنظمة مازالت تبحث في أسباب الوفيات، حيث أن مرض جدري القرود مرض جلدي خفيف لا يؤدي عادة إلى الوفاة، إلا أن المضاعفات الشديدة للفيروس قد تؤدي في بعض الحالات النادرة إلى الفشل الكلوي أو تسمم الدم، فضلا عن بعض حالات الالتهاب الرئوي.
وفي السياق رصدت دراسات متفرقة أعراض جديدة لفيروس جدري القرود تختلف عن أعراض تفشيه السابقة ووصفت المجلة الطبية البريطانية الاختلاف بين الأعراض السابقة والحالية بالكبير، مستندة في ذلك إلى تحليل شمل 197 شخصا مصابا.
وقد وجدت الدراسة انتشارا شائعا لأعراض جديدة كتورم وألم مصاحب للأعضاء التناسلية لدى المثليين على خلاف الأعراض السابقة التي انتشرت في أفريقيا.
أما في الهند، فقال علماء من المجلس الهندي للبحوث الطبية إن حالات جدري القرود في البلاد تنتمي الى سلالة A.2 وتختلف عن السلالة المنتشرة في أوروبا.
وهو ما أكدت عليه ضيفة البرنامج حيث أشارت إلى وجود نمطين من فيروس جدري القرود، وأن النمط المنتشر حاليا هو نمط غرب أفريقيا، وأن التغيرات التى تطرأ على الفيروس هي تغيرات واختلافات جينية وليست طفرات، كما أكدت على الحاجة إلى المزيد من البحوث وتقصي المعلومات نظرا لغياب الكثير من الدلائل.
ويبدو أن سرعة انتشار جدري القرود وتسليط وسائل إعلام الضوء على الفئات الأكثر عرضة أدى إلى إعلان توصيات للمجموعات الأكثر عرضة للإصابة وهم المثليين وثنائي الجنس.
إذ وضعت الصحة العالمية جملة من التوصيات لهذه الفئة من بينها تقليل النشاطات الجنسية مع الشركاء المختلفين وطلب المساعدة في حالة العدوى وعدم إخفاء المرض خوفا من الوصم والتمييز.
ولكن المنظمة أشارت أيضا إلى أن الفيروس قد ينتشر بطرق أخرى إلى جانب الاتصال الجنسي، منها التلامس الجلدي المباشر أو ارتداء ملابس المصاب.
وأضافت الدكتورة شذا أن الفيروس يمكن أن ينتقل من شخص لآخر عن طريق رذاذ الفم وذلك في حالة وجود بثور وآفات داخل فم المريض، كما أشارت إلى بعض المعلومات الغير مؤكدة التى ترجح انتقال الفيروس من مشيمة الأم إلى الجنين.
كما ذكّرت بعدم وجود لقاحات كافية وأن التطعيم لا يقي بشكل فوري من العدوى بل يستغرق أسابيع، وأنه يصعب التكهن بالمستقبل إلا أن الوضع الراهن أفضل بكثير من جائحة كورونا التى أفزعت العالم، حيث أن جدري القرود مرض خفيف لا يؤدي إلى نسب عالية من الوفيات.
https://youtu.be/cu3CNzZ52ls?t=154