مع أحمد

جدل وتضارب في الدراسات حول اللحوم الحمراء وعلاقتها بسرطان القولون

بمناسبة شهر مارس شهر التوعية بسرطان القولون وطرق الفحص أوضحت الدكتورة أمل ناصر استشاري الطب الباطني والأورام في مركز دوك الطبي بقطر الحاصلة على زمالة الجمعية الأمريكية للأورام وعضو الجمعية الأوروبية للأورام، أن هذا المرض يعد ثالث أكثر أنواع السرطان انتشارًا، كما يعد من أكثر أنواع السرطانات تسببا في الوفاة.

وبسؤال ضيفة برنامج “مع الحكيم” عن الدراسات المتضاربة حول اللحوم الحمراء وعلاقتها بسرطان القولون، أجابت خبيرة الأورام أنه لفهم هذه الدراسات بشكل أفضل ولتثقيف المرضى حول المرض يجب فهم طريقة عمل الخلية السرطانية أولا.

فالسرطان بشكل عام هو تلف في الحمض النووي المحتوي على الخريطة الجينية البشرية، ففي الخلية العادية يتم الانقسام الطبيعي ثم تموت هذه الخلايا تلقائيا.

أما في حالة الخلايا السرطانية يتوقف هذا الإنقسام الخلوي في مراحله الأولية وتنخفض خاصية الموت التلقائي، وبالتالي تتكاثر الخلايا دون أن تجد ما يوقفها وهو ما يعرف بالسرطان.

وتعليقا على الدراسة الحديثة لباحثين من جامعة أكسفورد البريطانية والتي أظهرت نتائجها أن تناول كميات أقل من اللحوم يقلل من خطر إصابة الشخص بالسرطان وحتى أكثر أنواع السرطان شيوعا بما فيها سرطان القولون والمستقيم.

فقد أوضحت الطبيبة أن للحوم الحمراء علاقة وثيقة وقوية بسرطان القولون خاصة اللحوم المعلبة والمصنعة، حيث تعد من أهم عوامل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وذلك استنادا إلى الأبحاث والدراسات التي أجراها الباحثون والتي شملت تحليلا واسع النطاق للنظام الغذائي ومخاطر الإصابة بالسرطان للمشاركين.

وأشارت الدراسة إلى أنه عندما تم فحص المشاركين بين عامي 2006 و2010، وإكمال استبيانات حول نظامهم الغذائي، بما في ذلك عدد المرات التي تناولوا فيها أطعمة مثل اللحوم والأسماك، وتتبع سجلاتهم الطبية لمدة 11 عاما، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم بشكل منخفض لديهم خطر أقل بنسبة 9 بالمائة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بمن يتناولون اللحوم بانتظام.

وقد أظهرت الأبحاث السابقة أيضا أن تناول كميات أكبر من اللحوم المصنعة على وجه الخصوص يرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

ولكن هذا لا يعني الامتناع عن تناول اللحوم الحمراء فهي مفيدة جدا للجسم، ولكن وفقا للدكتورة أمل ناصر فإن “الإفراط في تناول اللحوم هو ما يدفع الجسم للاستعداد للإصابة بسرطان القولون، والإفراط هنا بمعنى تناول اللحوم الحمراء أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا”.

لكن على الجانب الآخر هناك دراسات وأبحاث تقول بعكس ذلك وترى أن اللحوم الطبيعية الحمراء أو اللحوم المصنعة لا علاقة لها بسرطان القولون ولا أي نوع من السرطان.

آخر هذه الدراسات أجرتها جامعة كاليفورنيا والتي تفيد بأن استهلاك اللحوم الحمراء أو المصنعة وغير المصنعة لم يؤثر في خطر تكرار الإصابة بسرطان القولون أو الوفاة به، وأجريت الدراسة على أكثر من ألف شخص متوسط أعمارهم حوالي ستين عاما مصابين بسرطان القولون من المرحلة الثالثة.

ولاحظ الباحثون عدم وجود ارتباط بين تناول اللحوم الحمراء غير المصنعة أو تناول اللحوم المصنعة وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

إلا أن ضيفة الحلقة نفت صحة بعض هذه الدراسات وأكدت على أن العامل الوراثي هو السبب الأساسي في الإصابة بسرطان القولون، فالعوامل المحفزة كالإفراط في تناول اللحوم الحمراء والتدخين وعدم ممارسة الرياضة إضافة إلى الاستعداد الجيني قد ترفع خطر الإصابة بجميع أنواع السرطانات.

والعكس صحيح فقد تتوفر جميع المحفزات الخارجية في شخص ما ولكن لا يحمل هذا الشخص الطفرة الجينية التي تساعد على الإصابة بسرطان القولون.

وأضافت ان هناك بعض الدراسات المدفوعة وهذا شئ لا يمكن إنكاره، ولكن يجب تثقيف العامة أن هناك بعض الشركات والمؤسسات التي قد تدفع مبالغ مالية مقابل إجراء دراسات وأبحاث علمية متحيزة تفيد بصحة منتجاتهم.

https://youtu.be/_qzLwzgKW1M