تم استخدام سلالة من فيروس البرد الشائع لعلاج المصابين بسرطان المثانة في المملكة المتحدة ، مع نتائج مبكرة مثيرة للإعجاب
تضمنت التجربة التي نُشرت اليوم في أبحاث السرطان الإكلينيكية بقيادة باحثين في جامعة ساري بالمملكة المتحدة ، خمسة عشر مريضاً عولجوا بفيروس يحدث بشكل طبيعي ويسبب نزلات البرد ، وكانت بعض النتائج مثيرة للإعجاب
فوفقًا لجمعية السرطان الأمريكية يصيب سرطان المثانة الغازية غير العضلية حوالي 4000 أمريكي سنويًا ، ويأتي هذا المرض مع آثار جانبية كبيرة وويؤدي بالمرضى في كثير من الأحيان إلى الإنتكاس
وقال هارديف باندا ، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علم الأورام الطبية في جامعة ساري : “سرطان المثانة غير العضلي هو مرض شائع للغاية يتطلب خطة علاجية تدخلية وطويلة في كثير من الأحيان والعلاج الحالي غير فعال وسام لدى نسبة من المرضى وهناك حاجة ملحة لعلاجات جديدة”.
تلقى المرضى في الدراسة سلالة من فيروس كوكساكي مباشرة في مثاناتهم عن طريق القسطرة قبل أسبوع واحد من الجراحة وعندما فحص الباحثون عينات الأنسجة بعد الجراحة ، وجدوا أن الفيروس يصيب الخلايا السرطانية فقط ، تاركًا الأنسجة السليمة وحدها
ليس ذلك فحسب ، فقد أوضحت عينات البول من المرضى أن الفيروس استمر في التكاثر ومهاجمة المزيد من الخلايا السرطانية ولم يعثروا على أي أثر للسرطان على الإطلاق أثناء الجراحة ، بعد أسبوع واحد فقط من تلقي المريض للعلاج
إن فيروس كوكساكي يمكن أن يساعد في إحداث ثورة في علاج هذا النوع من السرطان فقد لوحظ انخفاض الورم وزيادة موت الخلايا السرطانية في جميع المرضى وإزالة كل أثر للمرض في مريض واحد بعد أسبوع واحد فقط من العلاج ، مما يدل على فعاليته المحتملة
وعادة ما تكون أورام المثانة محمية من الجهاز المناعي ، وهذا يعني أنه لا يمكن أن يتدخل ويهاجم السرطان ، الذي يشار إليه عادة في الطب باسم (المناعي) ويشتبه الباحثون في أن الفيروس يسبب الالتهاب داخل الخلايا السرطانية ، مما يؤدي إلى تدفق الخلايا المناعية التي يتم التخلص منها لقتل الخلايا السرطانية
وتستمر تجارب الفيروسات في عدة أنواع مختلفة من السرطان ، بإظهار نتائج مذهلة بشكل خاص في سرطان الجلد المنتشر من أول علاج فيروسي معتمد من قبل إدارة الأغذية والعقاقير
وقالت الدكتورة نيكولا أنيلز ، باحث في جامعة سوري وأول مؤلف للدراسة : “لقد ارتبطت الفيروسات التقليدية بالمرض ، لكن في حالات خاصة يمكنها تحسين صحتنا العامة ورفاهنا من خلال تدمير الخلايا السرطانية”. وأضافت “يمكن أن تحول فيروسات الورم مثل كوكساكييف الطريقة التي نعالج بها السرطان ويمكن أن تشير إلى الابتعاد عن العلاجات الأكثر رسوخا مثل العلاج الكيميائي”.