أوضح الدكتور حسان الصواف لبرنامج مع الحكيم أن نزلات البرد الصيفية تمثل هاجسا لدى كثيرين خاصة من يعانون مشكلات التنفس كأمراض الرئة والربو، ويشكو كثيرون من أن الإنفلونزا الصيفية تكون أحيانا أشد من الشتوية.
ولكن وفقا للصواف استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة، فإنه على الرغم من أن كل من برد الشتاء والصيف ناتج عن فيروسات وطريقة العدوى هي نفسها، إلا أن الاختلاف الأكبر يكمن في كيفية استجابتنا لها، ففي فصل الشتاء يكون الأفراد أكثر تحسبا لمثل هذه الأمراض وأكثر ميلا للمكوث في المنزل والحصول على الدفء، عكس الصيف الذي يتسم بالحركة والسفر وعدم الالتزام بالخطوات الوقائية.
وعادة تثير نزلات البرد الصيفية العديد من الأسئلة من المرضى، وللإجابة على هذه الأسئلة يجب التعرف أولا على الفيروسات التي تسبب نزلات البرد في الصيف ونظيراتها في الطقس البارد.
فبشكل عام نزلات البرد ليست مختلفة، فهي كلها نزلات برد عادية، ووفقا للدكتور حسان الصواف تشير عبارة “نزلات البرد” إلى عدوى الجهاز التنفسي العلوي التي تتركز في الغالب حول الأنف ومن أعراضها سيلان الأنف واحتقانها، ونتيجة لذلك يحدث التهاب الحلق والسعال وربما العطس، فضلا عن أعراض أخرى كالصداع أو الحمى الخفيفة، على الرغم من أنها ليست شائعة أو أقل شيوعًا، على حد قوله.
وأضاف ضيف البرنامج أن الشتاء عادة يميل إلى إصابة المزيد من الأشخاص بالعدوى الفيروسية، ومع ذلك فإن العوامل المعدية السائدة يمكن أن تتغير من الشتاء إلى الصيف، ويرجع ذلك إلى وجود سلسلة كاملة من الفيروسات التي تسبب البرد تحت مظلة واحدة، ولكن لكل فيروس موسم مختلف.
وأوضح الصواف أن هناك أكثر من 130 فيروس يمكن أن تسبب نزلات البرد وتنقسم إلى قسمين فيروسات A وأشهرها فيروس H1N1 وفيروسات B وكل منها تنتقل بشكل مختلف على حسب الأنماط الموسمية المختلفة.
فعلى سبيل المثال ينتشر فيروس الأنف الذي يسبب حوالي 30 إلى 50 بالمائة من نزلات البرد في الغالب أثناء الخريف والربيع، بينما يكون الفيروس التاجي أكثر نشاطًا في الشتاء، والفيروس المعوي في الصيف، وتميل كل من الفيروسات الأنفية و الفيروسات التاجية إلى التسبب في أعراض الجهاز التنفسي العلوي.
وتظهر الأبحاث أن الاختلاف بين نزلات البرد الموسمية ليس بسبب درجات الحرارة الباردة أو الساخنة نفسها، ولكنها ناتجة عن زيادة مقدار الوقت الذي يقضيه الأشخاص في الداخل أو الخارج.
كما أشار الطبيب إلى العنصر النفسي في حالة الإصابة بنزلات البرد الصيفية، حيث أوضح أنه من غير المتوقع الإصابة بالبرد في الصيف لذلك تميل نزلات البرد الصيفية أن تكون أكثر إزعاجًا، ولهذا السبب قد يشعر الشخص بالتعب الشديد حتى لو لم يصاب بنمط أكثر خطورة من العدوى.
وأخيرا أوصى الصواف بالحصول على لقاح الإنفلونزا للوقاية من فيروس الأنفلونزا المسبب لحوالي من 5 إلى 10 بالمائة من نزلات البرد، كما تظهر الأبحاث أن أولئك الذين تلقوا لقاح الإنفلونزا معرضين لخطر أقل بمقدار النصف للإصابة بالعدوى من أولئك الذين لم يلقحوا.