مع أحمد

معجزة الرضاعة

لبن الأم يتكيف مع إحتياجات طفلها فى مراحل نموه المختلفة فهو يتغير شهر عن الأخر ويوم عن الأخر ووجبة عن الأخرى بل أيضا يتغير فى الوجبة ذاتها فلبن الأم دائما ما يكون بدرجة الحرارة المناسبة ولا يتطلب أى تعقيم وهو غير مكلف وخالى من الجراثيم بالإضافة أنه يغير مكوناته حتى يلائم إحتياج الطفل ليعطيه الغذاء المطلوب ويقيه من العديد من الأمراض عليكي بإرضاع طفلك كلما طلب ذلك ويجب أن تبدأى في إرضاعه فور إستطاعتك حمله بين يديك

فالشعور بالجوع لدى الرضع يؤلمهم جدآ ولا يقارن بشعورنا نحن

لبن السرسوب

تبدأ معجزة الرضاعة منذ يوم الولادة فبعد الولادة ببضع ساعات على الأكثر يرضع الطفل سائل مائل إلى اللون الأصفر قبل أن يسيل اللبن الفعلى وهو ما يسمى بلبن السرسوب وسمي بالسرسوب لقلة تدفقه ويسمى أيضآ بلبن المسمار وذلك طبقآ للمقولة الشعبية أنه يعتبر المسمار الأساسى فى بناء جسم طفلك واسمه العلمي لبن الكولسترم

ولبن السرسوب عبارة عن سائل أصفر خفيف خفيف القوام وتركيبته الغذائيه مناسبة جدآ للمولود فى أيامه الأولى فهو غنى بالأجسام المضادة للميكروبات وغنى بالبروتينات سهلة الهضم بالإضافة لإحتوائه على مجموعه فيتامينات مفيدة وضرورية مثل فيتامين أ و ج و د وب12 وتكون نسبة الدهون به قليلة حتى لا يكون دسمآ أكثر من اللازم على المولود الجديد هذا بالإضافة إلى إحتوائه على مواد مسهلة وذلك لمساعدة الطفل على التخلص من ما ابتلعه قبل الولادة وأثنائها وبالتالى إخراج أول براز له في حياته وحكمة الخالق في هذا السائل أنه هو الذى يهيئ الطفل لتقبل مرحلة جديدة للتغذية بعد أن تغذى عن طريق الحبل السري طوال فترة الحمل ويعطيه الوقاية اللازمة من بعض الأمراض التى قد تهدده فى هذه المرحلة أى أن لبن السرسوب كفء لأن يكون أول غذاء يتناوله طفلك فى الحياة

اللبن بعد السرسوب

لبن الأم هو الغذاء الطبيعي الذى خلقه الله للطفل بكل تفاصيله وتركيباته من بروتينات ودهون وسكريات وأملاح ومعادن وفيتامينات وتختلف تركيبه اللبن يوم عن الأخر بل رضاعة عن الأخرى فمثلا نسبة المواد الدهنية ترتفع بين السادسة والعاشرة صباحآ وتكون فى النهار عامة أعلى مما تكون عليه فى الليل وذلك لتأمين وجبات دسمة فى النهار وبالتالى يوم نشيط ووجبات خفيفة فى الليل وبالتالى نوم هادئ وفى الوجبة نفسها يكون لبن الأم صافيآ غنيآ بالماء واللاكتوز ( سكر اللبن ) فى بداية الرضاعة ثم يتكثف بالمواد الدهنية والتى تصل إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه وهذه الزيادة التدريجية فى نسبة الدهون أثناء الرضاعة تولد لدى الطفل الإحساس بالشبع وتكسبه عادات غذائية صحية فيصبح أقل عرضة للإصابة بالسمنة عند الكبر