مع أحمد

أحدث التقنيات للتعرف على أمراض القلب لدى الأطفال

إحصائياً يولد ما نسبته واحد بالمائة من جميع المواليد الجدد بتشوهات قلبية خلقية شائكة بصورة أو بأخرى، وعدم علاجها قد يضر القلب بشدة عاجلاً أم آجلا بحيث لا يعود بإمكان القلب إتمام وظائفه.

وللحديث عن هذا الموضوع استضاف برنامج “مع الحكيم” البروفيسور دكتور سليمان أوزكان استشاري جراحات القلب والأوعية الدموية للبالغين والأطفال في مستشفى العائلة فى اسطنبول، الذي أوضح أن هناك بعض عيوب القلب عند الأطفال التي تعد بسيطة ولا تحتاج إلى علاج، ولكن على الجانب الآخر هناك عيوب خلقية أخرى عند الأطفال أكثر تعقيدًا وقد تتطلب العديد من العمليات الجراحية على مدى عدة سنوات.

وأوضح الدكتور سليمان أنه عادة ما يتم ملاحظة عيوب القلب الخلقية الخطيرة بعد الولادة أو خلال الأشهر القليلة الأولى من الحياة كما أن بعض الأطفال يصابون بأمراض القلب بعد الولادة مباشرة، وفي تلك الحالات يأتي دور جراحة القلب للأطفال والتشخيص المبكر والتدخل المبكر في علاج مشكلات قلب الأطفال لإنقاذ حياتهم، حيث يتم علاج جميع أنواع العيوب القلبية الخلقية والطارئة جراحياً وذلك عن ظهور بعض العلامات والأعراض من أهمها:

تحول لون جلد الرضيع إلى الرمادي الباهت أو الأزرق
سرعة التنفس
تورم الساقين أو البطن أو منطقة ما حول العينين
ضيق التنفس أثناء الرضاعة، مما يؤدي إلى انخفاض الوزن

وأضاف ضيف البرنامج أنه مع ظهور التقنيات الحديثة والتقدم الهائل في مجال أمراض القلب أصبح من الممكن تشخيص عيوب القلب الخلقية الخطيرة قبل ولادة الطفل، حيث يتم التقاط صور تفصيلية للجنين في رحم الأم تركز على القلب للتعرف على مدى صحته وإمكانية علاجه.

وفسر الطبيب ذلك أنه خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل يبدأ قلب الجنين في التكوين ويبدأ في النبض، ثم تبدأ الأوعية الدموية الرئيسية التي تجري من وإلى القلب أيضًا في النمو خلال هذا الوقت الحرج.

في هذه المرحلة من نمو الطفل قد تبدأ عيوب القلب في التطور ولم يتوصل العلماء بعد إلى سبب هذه العيوب، إلا أن الجينات وبعض الحالات الطبية والأدوية، فضلا عن العوامل البيئية أو نمط الحياة مثل التدخين ، قد تلعب دورًا في تطوير عيوب القلب.

كما أشار الطبيب إلى سهولة التدخلات الجراحية في الوقت الحالي، ففي الماضي كان لابد من شق الصدر وإجراء عمليات القلب المفتوح، أما الآن فأصبح التدخل الجراحي أسهل بكثير حيث يتم الوصول إلى القلب من تحت الإبط.

وأضاف أيضا انه هناك بعض الحالات التي تستدعي شق الصدر ولا يمكن إجراؤها من تحت الإبط، إلا أن الفتحة الصدرية لم تعد بنفس المقاييس فقد أصبح الجرح لا يتجاوز أربعة سنتيمترات على الأكثر، وأحيانا يقوم الطبيب بعمل فتحة صغيرة تحت الصدر ليصل إلى القلب.

وقد قطعت المستشفيات التركية شوطا طويلا في هذا المجال وحقق الأطباء تقدما كبيرا على المستوى العالمي من خلال استقبال وعلاج حالات من الخارج بفضل غرف العمليات المجهزة بأحدث التقنيات التى جعلت الأطباء قادرين على إجراء العمليات الجراحية دون إيقاف القلب.