مع أحمد
TOPSHOT - WHO team members Marion Koopmans (L), Peter Daszak (3rd R) and Peter Ben Embarek (2nd R) pose for a picture as Koopmans and Daszak leave their hotel after the World Health Organization (WHO) team wrapped up its investigation into the origins of the COVID-19 coronavirus in Wuhan in China's central Hubei province on February 10, 2021. (Photo by Hector RETAMAL / AFP) (Photo by HECTOR RETAMAL/AFP via Getty Images)

ترقب لتقرير منظمة الصحة حول مصدر فيروس كورونا

يترقب العالم، الاطلاع على استنتاجات تقرير منظمة الصحة العالمية الذي زار الصين، حول منشأ فيروس كورونا الذي انتشر من الصين أواخر عام 2019 ليجتاح كل دول العالم ويتسبب في موت مئات الآلاف.

التقرير الذي قام بإعداده خبراء منظمة الصحة العالمية الذين زاروا الصين في الآونة الأخيرة، يتوقع أن ينشر منتصف الأسبوع، وهو نتاج تعاون بين اختصاصيين أرسلتهم منظمة الصحة وخبراء صينيين.

الخبراء الدوليون الذين لم يسمح لهم بالتحقيق على الأرض إلا بعد عام على إعلان السلطات الصينية ظهور الفيروس، غادروا الصين منذ أكثر من شهر وسط أجواء متوترة. وما يزيد من ذلك التوتر أن منظمة الصحة عدلت عن نشر تقرير أولي نهاية فبراير/شباط دون تبرير حقيقي لذلك.

وبانتظار التقرير النهائي، كثف الدبلوماسيون الأمريكيون والصينيون من تصريحاتهم، وطالب الأمريكيون بمزيد من “الشفافية” في حين أكدت الصين أن خبراء منظمة الصحة تمكنوا من إنجاز مهمتهم بفضل “التعاون العلمي” من قبل بيجين.

رئيس الفريق “بيتر بن امباريك” في ووهان (رويترز أرشيف)
وبعد إقامة لمدة 4 أسابيع في ووهان منها أسبوعان في الحجر الصحي، أنهى الخبراء الدوليون المشهود لهم من قبل نظرائهم في اختصاصاتهم المختلفة والذين كلفتهم منظمة الصحة العالمية هذه المهمة، دون استنتاجات نهائية.

وفي التاسع من فبراير/ شباط، اكتفى الخبراء خلال مؤتمر صحفي في ووهان دام ساعات بتقديم الفرضيات الأكثر ترجيحا في رأيهم واستبعدوا أخرى.

وأثارت نقاط الاستفهام تلك التي ذكروها، شكوكا حول إمكانية الوصول إلى جميع البيانات والمواقع وحول استقلالية البعثة حيال سلطات بيجين.

ومع ذلك، حاول المسؤولون في منظمة الصحة العالمية توصيل الرسالة قبل أن يغادر الخبراء الصين، وقالوا إن اكتشاف مصدر جائحة بدقة يستغرق عادة سنوات.

لكن مفهوم الوقت يختلف تماما بين السياسيين والعلماء، ففي حين يطالب السياسيون بإجابات فورية لتبديد مخاوف الشعوب، قال عالم الحيوانات البريطاني بيتر داسزاك العضو في البعثة “سنكتشف بسرعة كبيرة خلال السنوات القليلة المقبلة أن لدينا بيانات مهمة عن مصدر” الجائحة.

يعتقد الخبراء أن فيروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد-19 مصدره الخفافيش ويرون أن فرضية انتقال عدوى كورونا من خلال حيوان وسيط مثل نمس أو أرنب أو سواهما هي “الأكثر ترجيحا”.

غير أن العينات المأخوذة من آلاف الحيوانات البرية والمنزلية والتي تربى في المزارع، لم تكشف أي أثر لفيروس كورونا.

كما أن الخبراء ليسوا متأكدين أيضا أين ومتى بدأ الوباء تحديدا، حتى وإن لم يتم الإبلاغ عن أي بؤرة مهمة في ووهان أو في أي مكان آخر حتى ديسمبر/ كانون الأول 2019.

ولم يستبعد الخبراء فرضية انتقال العدوى عن طريق اللحوم المجمدة، وهي فرضية ترجحها بيجين، وتعتبر هذه الفرضية “صالحة تماما” وفقا لعالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانز العضو في البعثة.

فريق بعثة منظمة الصحة العالمية في بيجين بعد انتهاء مهمته (غيتي)
وقالت العالمة الهولندية إن منظمة الصحة العالمية أجرت تجارب على أسماك مجمدة لمدة 3 أسابيع، جاءت نتائجها مقنعة، غير أن علماء آخرين يرون على العكس أن هذا الأمر مستبعد.

وفي ووهان استبعد الخبراء فرضية تفشي الفيروس عن طريق الخطأ من معهد ووهان لعلم الفيروسات، كما زعمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

لكن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أكد في وقت لاحق أن “جميع الفرضيات ما زالت مطروحة “فيما يتعلق بمنشأ الفيروس، ووعد بأن يكون التحقيق شفافا لوضع حد للشكوك التي تحوم حول مهمة البعثة.

نالت منظمة الصحة التي تخلت عنها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب لاتهامها بالتساهل مع الصين، دعم سلفه الحالي جو بايدن.

ورغم تغيير الرئيس الديمقراطي لهجته تجاه المنظمة، لا يزال لدى الولايات المتحدة “مخاوف جدية” بشأن تحقيق المنظمة، وقد طلبت من بيجين تقديم مزيد من المعلومات.

والضغوط لا تأتي فقط من واشنطن، فقد دعا السفير الأوربي لدى الأمم المتحدة في جنيف والتر ستيفنز إلى أن يكون هذا التقرير شفافا للغاية ويجيب على الأسئلة التي يتم طرحها.

وفي رسالة مفتوحة، دعا 24 باحثا دوليا إلى إجراء تحقيق جديد ومستقل وأكثر عمقا، ونددوا “بالقيود البنيوية” المفروضة على عمل خبراء منظمة الصحة خلال زيارتهم للصين.

وأكد خبراء منظمة الصحة أنه سمح لهم بالوصول إلى كل المواقع ومقابلة جميع الأشخاص الذين طلبوا الاجتماع بهم لكن رئيس الفريق “بيتر بن امباريك” طلب “المزيد من البيانات والمعلومات” للمضي أبعد في التحقيق.