ازداد إقبال الناس على فهم ودراسة الأمراض الصدرية في الآونة الأخيرة خاصة مع الانتشار واسع النطاق عالميا لفيروس كورونا وتأثيراته السلبية على الجهاز التنفسي والرئتين أو منطقة الصدر، ومن الأمراض الصدرية الخطيرة مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وللحديث عن هذا المرض الخطير المسؤول عن وفاة ثلاثة ملايين شخص سنويا والذي يعاني منه نحو نصف مليار شخص، استضاف برنامج “مع الحكيم” في حلقات خاصة من تركيا الدكتور مرات كايا Murat Kaya استشاري أمراض الرئة والصدرية بمستشفى إيغا ميد التركي.
وأوضح الدكتور كايا أن مرض الانسداد الرئوي من الأمراض الخطيرة والقاتلة وذلك بسبب إعاقته لتدفق الهواء من الرئتين إلى باقي أجزاء الجسم حيث لا تستطيع الرئتين إنتاج الأكسجين المطلوب منها ليواصل الجسم أداء وظائفه.
كما أشار الطبيب أن من أشهر أعراض مرض الانسداد الرئوي هو ضيق التنفس، إلا أن ضيق التنفس من الأعراض الشائعة للعديد من الأمراض الصدرية ولذلك يختلط الأمر على المريض ويظن أنه مصاب بالربو أو الحساسية.
وحذر ضيف الحلقة من الإهمال في علاج هذا المرض الخطير حيث أنه ثالث مسبب للوفاة في منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أيضا أن الاحصاءات تتشابه بين تركيا والشرق الأوسط حيث يتراوح معدل الوفاة بمرض الانسداد الرئوي من 4 إلى 4.5 بالمائة سنويا وهي نسبة كبيرة لا يستهان بها.
وعلى الرغم من أن الانسداد الرئوي مرض خطير ويصعب علاجه إلا أن علاجا ناجعا في تركيا قد يكون الحل لإنقاذ حياة الملايين.
فقد شهدت تركيا تقدما كبيرا في مجال علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن وأصبح عدد من مستشفياتها مكانا جيدا للاستشفاء من هذا المرض.
و لفهم آلية عمل العلاج الجديد أوضح الطبيب أنه يجب أولا فهم كيف يحدث الانسداد الرئوي، حيث فسر أن دخول الهواء إلى الرئتين يعتمد على عدة أنابيب تنقسم عدة مرات – مثل فروع الشجرة – إلى العديد من الأنابيب الأصغر التي تنتهي بمجموعات من الأكياس الهوائية الدقيقة (الحويصلات الهوائية).
وتعتمد الرئتين على المرونة الطبيعية لأنابيب الشعب الهوائية والحويصلات الهوائية لإخراج الهواء، ولكن عند الإصابة بداء الانسداد الرئوي تفقد الشعب الهوائية مرونتها ويزداد تمددها بشكل مفرط، ما ينتج عنه انحباس بعض الهواء في الرئتين عند الزفير.
ولكن مع تقنية Karakoca resector balloon أو بالون كاراكوجا الكاشط الحديثة الحائز على براءة اختراع تركية، أصبح علاج الانسداد الرئوي بسيط حيث تعتمد هذه التقنية على جهاز للقسطرة مزود بمضخة وفي نهاية القسطرة بالون، ويتم إدخال القسطرة في القصبات الهوائية المسدودة ليقوم جدار البالون بكشط البلغم وتنظيف القصبات الهوائية.
ويمثل هذا العلاج التركي الجديد طفرة علاجية بعدما كان برتوكول العلاج يتلخص في مجرد أدوية لتخفيف حدة المرض وإبطاء التدهور، وأخيرا أوضح ضيف الحلقة أن هذا الإجراء غير جراحي حيث يتم عن طريق فتحة صغيرة لدخول المنظار بدون شق في الصدر.
وأن مخاطر هذه التقنية أقل من واحد في الألف، كما أشار أن المتابعة مع المريض تكون مستمرة حتى مع المرضى الأجانب من خارج البلاد.
https://fb.watch/b-7dlU2E4e/
