دراسة جديدة : علاقة المبيدات الحشرية بالتوحد
التوحد هو اضطراب عصبي نمطي يؤثر على واحد من كل 59 طفلاً في الولايات المتحدة وعلى الرغم من أن سبب اضطراب طيف التوحد غير معروف ، إلا أنه يُشتبه في أن التوحد ناجم عن تفاعل معقد بين جينات مختلفة والظروف البيئية ولكن تحديد هذه العوامل البيئية بعيد المنال حتى الآن .
ولكن وجد بحث جديد نشر مؤخرا في المجلة الأمريكية للطب النفسي ، وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين التوحد ومبيدات الآفات وكان المبيد المحدد الذي تمت دراسته هو ثنائي كلورو ثنائي فينيل تيريثيل أوثان المعروف باسم الـ دي دي تي وهو يحتوى على مواد سامة ، ويعمل على اختلال الغدد الصماء كما يحتوي على المواد المسرطنة وللملوثات العضوية الدائمة مثل D.D.T خاصية تسمى (بالتكبير البيولوجى), بمعنى أنها تدخل إلى الكائنات الحية عن طريق طعامها أو مائها أو عن طريق الاحتكاك المباشر بها أو استنشاقها، ثم تبقى داخل ذلك الكائن الحي، تستمر هذه الملوثات في التركيز كلما انتقلت إلى أعلى السلسلة الغذائية؛ حتى تصل إلى الحيوانات في قمة السلسلة بما في ذلك الإنسان؛ حيث توجد أعلى التركيزات لهذه الملوثات وتتحلل هذه الملوثات ببطء شديد؛ حيث تستمر عالقة في البيئة أو في الأنسجة البشرية لسنين طويلة وهو ما يفسر تأثيرها على الجنين في بطن الأم الحاملة لتلك الترسبات من هذه المادة السامة .
وقد اشتبه في وجود صلة بين التوحد والسموم البيئية ، وهناك أدلة متزايدة لدعم هذه النظرية ومع ذلك ، فهذه هي أول دراسة تقدم أدلة مستمدة من المؤشرات الحيوية على أن تعرض الأم لمبيدات الآفات يرتبط بالتوحد في النسل .
وواحد من المبيدات الأكثر شهرة هو DDT الذى تم استخدامه على نطاق واسع في الولايات المتحدة وبلدان أخرى في المنازل والزراعة في عام 1945 ، ولكن بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة ، فقد تم حظره في الولايات المتحدة ومع ذلك ، فإن إيقاف استخدام هذه المادة الكيميائية له تأثير محدود فقط على العواقب الضارة المحتملة للـ دي. دي. تي لأن هذه المادة الكيميائية تستغرق عقودًا لتتحلل في البيئة كما أنها تتراكم في الأنسجة الدهنية في الكائنات الحية وذلك يعني أن هذه المادة الكيميائية لا تزال حتى يومنا هذا في أنسجتنا ودمنا كما يمكن لـ DDT عبور المشيمة ، مما يجعل من الممكن أن يؤثر تراكم الـ DDT المتبقي في الأم على طفلها الذي لم يولد بعد .
وفي هذه الدراسة الجديدة ، تم تقييم عينات الدم من الأمهات في مرحلة الحمل المبكر للإستدلال على وجود DDT وأظهرت النتائج أن احتمالات وجود طفل مصاب بالتوحد ازدادت بمقدار الثلث عندما كانت مستويات المبيد في دم الأم في أعلى 75 في المائة ، حتى بعد أخذ العوامل المؤثرة في الاعتبار وعلاوة على ذلك ، زادت احتمالات التوحد مع الإعاقة الذهنية أكثر من ضعفين عندما كانت مستويات الدم فوق هذا الحد .
وهذه الدراسة تثبت وجود علاقة بين المبيدات الحشرية والتوحد ، ولكنها لا تثبت السببية ولذلك يجب تكرار هذه الدراسة لأنها من المحتمل أن يكون لها تداعيات اجتماعية مهمة .
إن فهم دور مبيدات الآفات في التوحد قد يساعدنا على الخروج ببرامج الوقاية وطرق إزالة الـ دي.دي.تي من أجسامنا ، وجعلنا أكثر حذراً فيما يتعلق بالمواد الكيميائية التي نضعها في بيئتنا .
المصدر :