مع أحمد

العدوى المخترقة.. ومتحورات كورونا

في الأسابيع الأخيرة، تراجع المسؤولون الفيدراليون عن تأكيداتهم السابقة بشأن أن جميع حالات دخول المستشفى تقريبًا من فيروس كورونا بين الأشخاص غير المطعمين.

وفي خلال الأشهر الأولى من التطعيمات، ركزت العديد من التقارير على ندرة الإصابات المخترقة، إذ كانت البيانات حول الحالات الاختراقية ضئيلة.

ولكن بعد رصد العديد من حالات العدوى المخترقة حول العالم ونقل الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة إلى المستشفى على الرغم من تطعيمهم بالكامل، أظهرت دراسات بحثية جديدة في الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وقطر تراجعا جزئيًا في فاعلية اللقاحات ضد العدوى الخفيفة، وتضاؤل المناعة تدريجيًا بالنسبة للحاصلين على اللقاح بعد مرور أشهر.

في الوقت نفسه، جاءت تصريحات من منظمة الصحة العالمية مفادها أن المتحورة دلتا طغت على المتحورات الثلاث الرئيسية المثيرة للقلق من فيروس كورونا في العالم، التي باتت تشكل الآن نسبة صغيرة جدا من العينات التي يتم فحصها.

وفقا تصريحات أميش أدالجا -الباحث البارز في مركز (جونز هوبكنز) للأمن الصحي- إن ما يحدث الآن من العدوى المخترقة علامة على نجاح اللقاح، وليس الفشل إذ كان من المتوقع حدوث إصابات مخترقة لأن اللقاحات ليست صاعق حشرات، وبحسب قوله “إنه ليس حقل قوة، لقد كان الهدف من اللقاحات هو جعل العدوى غير حادة وخفيفة، وهذا ما يفعله اللقاح الآن”.

وأضاف “أظن أنني سأصاب بالعدوى في يوم من الأيام، على الرغم من أني تلقيت التطعيم، ولكني أعلم أن العدوى ستكون طفيفة، فهذا الفيروس مستوطن في الجهاز التنفسي وسيواجهه الجميع”.

ويعتقد بعض الخبراء أن وصف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ووسائل الإعلام العدوى الخفيفة أو غير المصحوبة بأعراض مستخدمين كلمة “اختراق” هي مسألة مضللة، فكلمة اختراق تجعل الأمر يبدو وكأن اللقاح لم ينجح.

وخلصت دراسة أجراها أطباء في الهند إلى أن معظم حالات الإصابة بالفيروس للمطعمين بشكل كامل أو جزئي، تسبب فيها النوع (B.1.617) من العدوى، والذي يتضمن 3 سلالات.

ورصد الأطباء 63 حالة من العدوى المخترقة، ووفق الدراسة، فإن السلالة (B.1.617) قد اكتُشفت للمرة الأولى في ولاية (ماهاراشترا) الهندية، وتعرف أيضًا باسم سلالة “الطفرة المزدوجة”، وقد رُصدت مؤخرًا في عدد من البلدان.

وخلال يوليو/تموز الماضي، جرى تحديد 469 حالة إصابة بكوفيد-19 مرتبطة بأحداث صيفية.

وليس معلومًا حتى الآن عدد حالات الاختراق الموجودة حول العالم ولا درجة خطورتها، وفي حين أن بعض الحالات الاختراقية تكون بدون أعراض أو أعراض خفيفة فقط، يمكن للبعض الآخر الشعور بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا لأيام ولكن دون الحاجة إلى علاج طبي متقدم.

وأخيرا، ما تبقى حول العالم هو سلسلة من الرسائل المشوشة من مسؤولي الصحة الفيدراليين، والدراسات البحثية المربكة حول الإصابات المخترقة، مما يضطر ملايين من الأشخاص الحاصلين على التطعيم إلى تجاوز موجة الحالات الجديدة الناجمة عن متحور دلتا، مع معلومات محدودة بخصوص الحماية ضد الفيروس ودرجة مناعتهم.