وأعلنت وزارة الصحة البرازيلية مساء الثلاثاء أنّ كورونا حصد خلال 24 ساعة أرواح 1179 مصابًا، في حصيلة يومية قياسية، فهذه هي المرة الأولى التي تتخطّى فيها حصيلة الوفيات اليومية الناجمة عن “كوفيد-19” في البرازيل عتبة الألف وفاة.
وقالت الوزارة إن البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 210 ملايين نسمة، سجّلت لغاية اليوم نحو 272 ألف إصابة مثبتة مخبريا بالفيروس، من بينها قرابة 18 ألف وفاة.
من ناحيتها، لا تزال الولايات المتحدة تسجل الجزء الأكبر من عدد الوفيات العالمي، حيث أعلنت عن أكثر من 1539 حالة وفاة، ليرتفع عدد الوفيات لديها الى 93,127 شخصاً، محافظة بذلك على تصدرها على جميع دول العالم من حيث عدد الوفيات.
حصيلة الوفيات اليومية هذه تناهز تقريباً ضعف تلك التي سجّلت مساء الإثنين والتي كانت الأدنى على الإطلاق منذ أسابيع في أكبر بلد في العالم من حيث عدد المصابين، والذي بلغ أكثر من مليون ونصف المليون مصاب.
أما من حيث نسبة توزّع الوفيات على الولايات فقد تبوّأت ولاية نيويورك المركز الأول إذ سجّلت لوحدها حوالى ثلث الوفيات الناجمة عن الفيروس في عموم أنحاء البلاد.
ووفقاً لمقياس وضعه باحثون في جامعة ماساتشوستس استناداً إلى تسعة نماذج وبائية، يتوقّع أن تسجّل الولايات المتّحدة 113 ألف وفاة بكوفيد-19 بحلول 13 يونيو/حزيران.
وهذه الدراسة التي نشرت الثلاثاء بالتزامن مع إقرار ولايات عدة إجراءات لإعادة فتح اقتصاداتها، تتوقّع بالتالي وفاة حوالى 22 ألف أمريكي إضافي بسبب فيروس كورونا المستجدّ في غضون 25 يوماً.
من ناحية أخرى أودى فيروس كورونا المستجد بأكثر من 41 الف شخص في المملكة المتحدة بينهم نحو عشرة آلاف في دور المسنين في انجلترا وويلز، وفق ما افاد المكتب الوطني للاحصاءات في حصيلة تتجاوز الإحصاء الرسمي.
وتمت الاشارة إلى كوفيد-19 كسبب للوفاة في شهادات 41 الفا و20 من المتوفين حتى الثامن من مايو.
والتعداد الاسبوعي للمكتب الوطني للاحصاءات أكثر شمولا من ذلك الذي تجريه وزارة الصحة البريطانية وتعلنه يوميا وينحصر بالمتوفين الذين تبين أنهم يحملون الفيروس.
وأوضح المكتب الوطني أن دور المسنين التي اتهمت الحكومة بإهمالها، تدفع الثمن الأكبر مع تسعة آلاف و975 وفاة مرتبطة بفيروس كورونا حتى الثامن من مايو/أايار بينها تسعة آلاف و495 وفاة في انجلترا و480 في ويلز.
وللأسبوع الثاني، تراجعت الوفيات المرتبطة بالفيروس في دور المسنين، لكن نسبتها ضمن العدد الإجمالي للوفيات ازدادت، بحيث باتت تشكل 42,4 % من الوفيات المسجلة في إنجلترا وويلز.
وانتقد مارتن غرين المدير العام لمنظمة “كير انغلند” التي تمثل دور رعاية مستقلة، الحكومة لإهمالها هذه المؤسسات مع بدء انتشار الوباء ولإرسالها مصابين من المستشفيات إلى هذه الدور.
ووعدت الحكومة البريطانية بإجراء فحوص لجميع نزلاء دور المسنين في إنجلترا بحلول بداية يونيو/ حزيران، على أن يشمل ذلك الموظفين أيضا.
لكن النواب أعضاء اللجنة المكلفة أكدوا أن القدرة على إجراء الفحوص “غير كافية”، وخصوصا أنها اقتصرت في بداية الأزمة على الحالات الأكثر خطورة.
من ناحية أخرى قال عدد من الرؤساء الأفارقة الثلاثاء إن الدول الغنية تخذل القارة الأفريقية، إذ تقل تعهداتها بخصوص الدعم المالي وتخفيف أعباء الديون كثيرا عن تلبية احتياجات القارة في الوقت الذي تكافح فيه جائحة فيروس كورونا المستجد.
وذكر رؤساء كينيا وساحل العاج وسيراليون والسنغال والنيجر أن الاقتصادات المتقدمة خصصت تريليونات الدولارات للمبادرات الصحية وحزم التحفيز الاقتصادي في الداخل، لكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون تحمل مثل هذه الإجراءات في بلدانهم.
وقال الرئيس السنغالي ماكي سال خلال اجتماع مائدة مستديرة افتراضي نظمه معهد أبحاث منتدى نيويورك “لسنا في وضع يسمح لنا بحماية الشركات والحفاظ على الوظائف، نتعرض مرة أخرى للظلم بسبب جائحة كورونا.
ورغم من أن قارة أفريقيا، ذات القدرة المحدودة على إجراء اختبارات للكشف عن المرض، سجلت عددا ضئيلا من حالات الإصابة بفيروس كورونا، إلا أنها تضررت بشدة من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن اضطرابات التجارة العالمية.
وطالبت أفريقيا الدول الغنية بمنحها حزمة تحفيز قيمتها 100 مليار دولار وإعفائها من الديون وتعليق خدمة الديون الخاصة.
وقال رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، وهو مسؤول كبير سابق في صندوق النقد الدولي، ” يجب عمل المزيد”. وأضاف “اتسمت مواقف الدول الصناعية بالأنانية منذ عقود”.
كانت مجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات الغنية أيدت في الشهر اماضي دعوة أطلقها صندوق النقد والبنك الدوليان لتعليق خدمة الديون الثنائية عن أشد بلدان العالم فقراً.
ورغم ذلك فلم تبد جهات الإقراض رغبة تذكر في تخفيف جزء كبير من أعباء الديون الخاصة في دول أفريقيا.
أما الرئيس الكيني أوهورو كينياتا،الذي تتجنب بلاده مبادرة مجموعة العشرين، فقال إنه يتعين على العالم منح أفريقيا حيزا ماليا من أجل الاهتمام بشعوبها.
وأضاف “هذه ليست صدقة، هذا دعم قائم على أزمة لم تنشأ في القارة الأفريقية”.
واعتبر أنّ هناك دروساً يمكن للدول المتطوّرة أن تستقيها من “الإجراءات الوقائية الشجاعة للغاية” التي اتّخذها بعض دول القارة السمراء للحدّ من تفشّي الوباء.
وقال غوتيريش في مقابلة مع “إذاعة فرنسا الدولية” إنّه “بالمقارنة مع التوقّعات التي كانت لدينا في مستهلّ الأزمة، فقد تقدّم كوفيد-19 ببطء أكبر بكثير”.
وأضاف أنّ الفضل في “هذا البطء يرجع إلى حدّ كبير إلى حقيقة أنّ غالبية الحكومات والمجتمعات الأفريقية اتّخذت إجراءات وقائية شجاعة للغاية في الوقت المناسب، وهو درس بالنسبة لبعض الدول المتقدّمة التي لم تفعل ذلك”.
في أفريقيا لم يفتك وباء كوفيد-19 حتى اليوم، بحسب البيانات الرسمية، سوى بأقلّ من ثلاثة آلاف شخص من أصل 88 ألفاً أصيبوا بالفيروس في سائر أنحاء القارة.
وبالمقارنة مع أماكن أخرى في العالم تبدو القارة السمراء حالياً بمنأى نسبياً من هذا الفيروس التنفّسي الذي أودى بحياة أكثر من 320 ألف شخص حول العالم.