مع أحمد
World Health Organization (WHO) Director-General Tedros Adhanom Ghebreyesus attends a news conference organized by Geneva Association of United Nations Correspondents (ACANU) amid the COVID-19 outbreak, caused by the novel coronavirus, at the WHO headquarters in Geneva Switzerland July 3, 2020. Fabrice Coffrini/Pool via REUTERS

الصحة العالمية تعيد حسابات خطة لقاحات كورونا بعد تراجع الحكومات

تتلقى منظمة الصحة العالمية خلال أيام سيلًا من التعهدات بتقديم الدعم لخطتها الرامية إلى توفير لقاحات كوفيد-19 للجميع، لكنها أصبحت مضطرة بالفعل لخفض سقف طموحاتها.

يأتي ذلك بعدما أبرمت الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا والاتحاد الأوربي صفقاتها الخاصة لتأمين ملايين الجرعات لمواطنيها، في تجاهل لتحذير من المنظمة التابعة للأمم المتحدة من أن اتباع نهج قومي فيما يتعلق باللقاح، وسيؤدي ذلك إلى شح الإمدادات.

ويحذر خبراء من أن تبني دول أخرى قادرة النهج ذاته سيترتب عليه عدم تطبيق استراتيجية منظمة الصحة العالمية لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد (المسبب لمرض كوفيد-19) على مستوى العالم وبصورة تتسم بالعدالة.

وقال رئيس إدارة السياسة العالمية في منظمة ويلكوم تراست الصحية الخيرية، أليكس هاريس “إذا حدث ذلك، فمن الواضح للغاية أنه لن تكون هناك كميات كافية من اللقاح متاحة لأية دول أخرى، وبالأخص خلال الأشهر الستة أو التسعة الأولى”.

وعلى الدول التي ترغب في المشاركة في مبادرة منظمة الصحة العالمية (كوفاكس) أن تقدم ما يفيد برغبتها في ذلك بحلول الإثنين المقبل.

وقدمت أكثر من 170 دولة، من بينها كندا والنرويج وكوريا الجنوبية وبريطانيا، ما يفيد برغبتها في المشاركة، ولكن بشكل غير ملزم في المبادرة التي تصفها المنظمة بأنها الوحيدة على مستوى العالم التي تضمن إتاحة لقاحات كوفيد-19 للدول الغنية والفقيرة على حد سواء.

وسجلت المنظمة تسعة لقاحات محتملة للوقاية من المرض، ووضعت خططًا للحصول على ملياري جرعة وتوزيعها بحلول نهاية 2021 لكل الدول 
المشاركة.

لكن المنظمة تواجه مشكلات في إقناع الدول الغنية بالمشاركة الكاملة، والالتزام بما يتجاوز حدود تقديم الوعود بالتمويل والكلام المعسول عن التبرع، بما يفيض عن حاجتها من اللقاحات.

وانتقد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأسبوع الماضي، الدول التي تحاول الاستئثار باللقاح، محذرًا من أن تلك الاستراتيجية ستفاقم الجائحة. 

وفي نداء أخير لحشد الدعم قبل انقضاء المهلة يوم الإثنين، كتب غيبريسوس خطابات للدول الأعضاء يحثها على المشاركة.

وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية لرويترز إن المفوضية “ملتزمة تمامًا” بإنجاح كوفاكس رغم دخولها في محادثات موازية مع شركات تصنيع اللقاحات لتزويد التكتل بجرعات.

وقالت بريطانيا إنها تدعم كوفاكس لضمان الوصول بشكل عادل للقاحات في العالم بما في ذلك التمويل، في وقت تعقد فيها اتفاقاتها الخاصة الثنائية لإمدادها باللقاحات.

ولم يعلق البيت الأبيض بعد على الموقف، كما لم تشارك الولايات المتحدة في إطلاق البرنامج في أبريل/ نيسان الماضي، ولا في مناسبة أقيمت لجمع الأموال في مايو/ أيار المنقضي.

وشرح مسؤول كبير في حكومة أوربية المعضلة التي تواجه الدول الغنية متسائلًا كيف يمكن دعم توفير اللقاح للدول النامية في وقت ربما لا يكون هناك ما يكفي لشعبك. 

وأضاف أن تحويل الموارد إلى الخارج هو أمر “من الصعب إقناع الناس به في الداخل”.