مع أحمد

أخطاء قاتلة عند تنظيف وتطهير المنزل.. احذر خلط هذه المواد

التعامل مع المواد الكيميائية يتطلب الحذر الشديد تفاديًا للمخاطر على الصحة العامة والبيئة رويترز
يخشى كثيرون الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وإمعانًا في طرد هواجس وصول العدوى إليهم يمارسون أشياء قد تضرهم، من بينها مثلًا استعمال أكثر من مادة منظفة أو مطهرة.
يتوهم هؤلاء أن خلط المواد الكيميائية يزيد من القوة التنظيفية أو التطهيرية لها، وهذا منطق لم تثبت جدواه، وله في الوقت ذاته عواقب وخيمة.

في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، شهد مطعم “بافلو وايلد وينغز” بمدينة برلينغتون التابعة لولاية ماساتشوستس الأمريكية حدثًا مؤسفًا، إذ حاول بعض موظفي المطعم تطهير الأرضية بشكل متقن؛ وخلط مادتين منظفتين على الأرضية. على الفور تكونت مادة جديدة وبلون أخضر، وانطلقت منها سحابة أبخرة كثيفة.
خرج مدير المطعم، ريان بالديرا (32 عامًا) من مكتبه مذعورًا، حاول أن يخمد سحابة الأبخرة، لكنه سقط مغشيًا عليه، وفي المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة. ورد في تقرير المستشفى أن العامل خلط تركيبتين منظفتين، إحداهما تحتوي على الكلور والأخرى تتكون من أحماض؛ فنتج عن ذلك غاز الكلور السام، ما أودى بحياة بالديرا سريعًا.
أفادت نتائج التحقيق أن العامل خلط تركيبة تحتوي على الكلور (هيبوكلوريد الصوديوم)، تركيزه 8 – 10% مع تركيبة منظفة للأرضيات حمضية الوسط الهيدروجيني، وتحتوي على مادتين فعالتين؛ حمض الفوسفوريك بتركيز (22 – 28%)، وحمض النيتريك (18 – 23%)، ما أدى لتكوين سحابة كثيفة من غاز الكلور القاتل.
أما تقرير الرابطة الأمريكية لمراكز مكافحة السموم، فقال إن الولايات المتحدة ترصد ما يزيد عن 2000 حالة مماثلة سنويًا، وأن عام 2017 شهد 2824 حالة تسمم جراء خلط المواد المنظفة بشكل عشوائي.
يدندن هؤلاء على وتر النتيجة “التآزرية”، ومفاده أن استعمال مادة لها قوة تطهيرية ولنفرض (5) مع آخر قوته التطهيرية (3)؛ فالبديهي أن يكون مجموع الفعل التطهيري للمركبين الكيميائيين (8)، لكن الواقع يقول إن نتيجة هذا الخلط قد لا تُثمر علاقة تآزرية، بل سامة ومميتة أحيانًا مثلما حدث في مطعم ماساتشوستس.
في حين، ينجم عن خلط المضادات الحيوية تثبيط فعالية المواد الفعالة في كل المضادات المستخدمة، لا يترتب على استعمال أكثر مضاد حيوي تسريع وتيرة الشفاء، والأمر نفسه عند استعمال المنظفات والمطهرات.