أعطت وكالة الأدوية البريطانية الضوء الأخضرللقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد طورته شركة استرازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد تنوي من خلاله السلطات تسريع حملة التلقيح التي باشرتها مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وقال ناطق باسم وزارة الصحة، اليوم الأربعاء، “لقد وافقت الحكومة البريطانية على توصية وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية بالسماح باستخدام لقاح جامعة أكسفورد/أسترازينيكا ضد فيروس كورونا المستجد”.
وفي ما يأتي خمس خصائص لا بد من معرفتها عن لقاح أسترازينيكا/أكسفورد الذي صادقت عليه الهيئة الناظمة للأدوية في بريطانيا، وأبرزها كلفته المتدنية وسهولة تخزينه، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية:
1- سهل التخزين
من أبرز ميزات لقاح مختبرات أسترازينيكا وجامعة أكسفورد أن كلفته ضئيلة جدا، وتقارب 2,50 يورو للجرعة الواحدة. وهو سهل التخزين إذ يتطلب حرارة تتراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية، خلافا للقاحي موديرنا وفايزر/بيونتيك اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا في درجات حرارة متدنية جدا تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني. وهذا الأمر يسهّل التلقيح على نطاق واسع.
2- لقاح فعال
أعلن المدير العام لمختبرات أسترازينيكا، باسكال سوريو، أن اللقاح قادر على مكافحة السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد التي تسببت في وقوع فورة إصابات جديدة في بريطانيا.
وقال سوريو لصحيفة الصنداي تايمز “نرى في الوقت الراهن أن اللقاح يفترض أن يكون فعالا” ضد السلالة الجديدة.. لكن لا يمكن التأكد من ذلك، وبالتالي سنقوم بالتجارب اللازمة”.
وأكد أنه تم إعداد صيغ جديدة تحسبا لأي احتمال، مبديا أمله بألا تدعو الحاجة إلى استخدامها لكنه أضاف “يحب أن نكون على استعداد”.
3- لقاح بريطاني
وقامت مجموعة أسترازينيكا البريطانية بتطويراللقاح بالتعاون مع جامعة أكسفورد. وهو ثاني لقاح ترخص له وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية بعد لقاح فايزر/بايونتيك الذي يوزع في بريطانيا منذ الثامن من ديسمبر/ كانون الأول وتم حقن أكثر من 600 ألف شخص به حتى الآن.
وأوصت المملكة المتحدة على مئة مليون جرعة ستتوافر 40 مليونا منها بحلول نهاية مارس/ آذار، على أن يبدأ التلقيح به في 4 يناير/ كانون الثاني في البلد الذي يعتبر من أكثر البلدان تأثرا بالوباء بتسجيله أكثر من 71 ألف وفاة.
وأعلنت مختبرات أسترازينيكا أنها قادرة على إنتاج حوالى ثلاثة مليارات جرعات من لقاحها عبر العالم في 2021.
4 – قرود
ويعتمد لقاح أسترازينيكا على “ناقل فيروسي”، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس منتشر بين القرود، تم تعديله وتكييفه لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وهو أول لقاح صادقت مجلة “ذي لانسيت” الطبية المرجعية على نتائجه من حيث الفعالية في 8 ديسمبر/كانون الأول، معلنة في البيانات التي نشرتها أن لقاح أسترازينيكا “آمن”. وأن تأثيراته الجانبية نادرة جدا في المرحلة الراهنة.
فمن أصل 23754 متطوعا شاركوا في التجارب، سجل شخص واحد تلقى اللقاح “تأثيرا خطيرا قد يكون مرتبطا” بالحقنة، بحسب البيانات الصادرة في المجلة.
وأصيب ذلك الشخص بالتهاب نادر في النخاع الشوكي، مما أدى إلى وقف التجارب بشكل موقت في مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي.
5 – خطأ
وأعلن المختبر البريطاني في نوفمبر/ تشرين الثاني لدى كشفه النتائج المرحلية للتجارب السريرية، أن لقاحه فعال بنسبة متوسطة قدرها 70%، في مقابل أكثر من 90% للقاحي فايزر/بايونتيك وموديرنا.
لكن هذا المتوسط كان ينطوي على تباين كبير بين طريقتين متّبعتين، إذ ترتفع نسبة الفاعلية إلى 90% لدى المتطوعين الذين تلقوا في المرة الأولى نصف جرعة وبعد شهر جرعة كاملة، وينخفض إلى 62% لدى مجموعة ثانية تم تلقيحها بجرعتين كاملتين.
وأثارت هذه النتائج انتقادات لأن التلقيح بنصف جرعة تم بالخطأ، في حين أن الطريقة الثانية لم تطبق سوى على مجموعة محدودة، مما دفع المختبرات إلى الإعلان في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني عن إجراء “دراسات إضافية” للتثبت من النتائج.
وقال باسكال سوريو لصحيفة الصنداي تايمز الأحد “نعتقد أننا وجدنا الصيغة الناجحة وكيف نتوصل إلى فاعلية تبلغ بعد جرعتين مستوى اللقاحات الأخرى”.