وفق منظمة الصحة العالمية سجلت القارة السمراء أول إصابة بشلل الأطفال منذ خمسة أعوام لطفل في مالاوي، وذكرت المنظمة أن التحليل المعملي أظهر أن السلالة المكتشفة في مالاوي مرتبطة بتلك المنتشرة في باكستان حيث لا يزال المرض منتشرا هناك.
وقد علق البروفيسور علي فطوم خبير اللقاحات والأستاذ بجامعة ميشيغان ضيف برنامج مع الحكيم على هذا الخبر قائلا: “هناك محاولات قائمة منذ ثمانينات القرن الماضي للقضاء على فيروس شلل الأطفال بشكل نهائي، وبالفعل تم إعلان القارة خالية من جميع أشكال شلل الأطفال البري في عام 2020 بنسبة 100 بالمائة، ولكن ظهور هذه الحالة يعد انتكاسة للقارة السمراء”.
ويقول مسؤولو الصحة إن شلل الأطفال متوطن في أفغانستان وباكستان، على الرغم من تسجيل حالات في السنوات الأخيرة بآسيا والشرق الأوسط، ووصف بعضهم عودة شلل الأطفال إلى إفريقيا بالانتكاسة.
جاءت هذه التصريحات بعد إعلان دولة مالاوي تفشي مرض شلل الأطفال البري بعد اكتشاف إصابة طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات وهي الأولى من نوعها في إفريقيا منذ أكثر من خمس سنوات.
وتعمل السلطات الملاوية الآن على احتواء أي انتشار محتمل عن طريق تعزيز التحصين، وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج لهذا الفيروس إلا أن اللقاح المضاد يحمي الأطفال مدى الحياة.
وقد تم ربط السلالة التي تم تحديدها في ملاوي بإحدى السلالات الموجودة في باكستان، لكن ليس من الواضح كيف أو متى وصلت إلى الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا.
وتم تأكيد إصابة الحالة بعد إجراء فحوصات على عينات من الطفلة المصابة بالشلل، بحسب المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال.
من جانبها صرحت منظمة الصحة العالمية (WHO) إنه نظرًا لأن الحالة مصدرها باكستان، فإنها لا تؤثر على حالة خلو القارة من فيروس شلل الأطفال.
ويصيب شلل الأطفال عادة الأطفال دون سن الخامسة، ويؤدي أحيانًا إلى شلل لا يمكن علاجه كما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في حالة تأثر عضلات التنفس.
وأضاف البروفيسور علي فطوم أن شلل الأطفال لطالما كان أحد أكثر الأمراض المرعبة في تاريخ البشرية، لكنه يمكن الوقاية منه عن طريق التلقيح، وبالفعل، فقد دفعت حملة التلقيح العالمية الفيروس إلى باكستان وأفغانستان فقط”.
واستطرد قائلا: “نحن قريبون جدًا من القضاء على شلل الأطفال في العالم ونرى نهاية للمأساة التي يمكن أن يسببها هذا الفيروس، لكن الخطوة الأخيرة أثبتت أن الأمر ليس سهلا”.
https://youtu.be/2A8UVV0LMR0