يعد مرض السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، فوفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية فإن السرطان يتسبب في وفاة عشرة ملايين شخص سنويا، وبهذا الصدد أوضحت الدكتورة أمل ناصر استشارية الطب الباطني والأورام في مركز دوك الطبي في قطر أنه لابد من فهم آلية عمل الخلايا السرطانية ونشأته وتطوره داخل الجسم قبل الحديث عن الفيروسات المسببة له.
فالسرطان هو عبارة عن نمو غير منضبط لخلايا غير طبيعية في الجسم، حيث يتطور السرطان عندما تتوقف آلية التحكم الطبيعية في الجسم عن العمل، بمعنى أن الخلايا القديمة لا تموت، ولكن بدلاً من ذلك تستمر في النمو حتى تخرج عن نطاق السيطرة وتشكل خلايا جديدة غير طبيعية تكون على هيئة كتل من الأنسجة تسمى الورم.
وأضافت الدكتورة أمل ناصر لبرنامج مع الحكيم على شاشة الجزيرة مباشر أن الفيروسات تعد من أبرز مسببات السرطان، إذ أكدت الدراسات العلمية أن 20 بالمائة من حالات السرطان في العالم تعود للإصابة بأحد الفيروسات السبع المعروفة وهي فيروس الورم الحليمي وفيروسي التهاب الكبد B و C وفيروس إيبشتاين بار، إضافة إلى فيروسات خلايا تي البشري وهربس وميركل للتوارم.
وهذه الفيروسات لا تسبب السرطان إلا بعد وقت طويل من بداية العدوى بها، حيث تكمن في الجسم بعد انتهاء العدوى الأولية أو قد يستمر نشاطها لفترة طويلة.
ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن حالات العدوى من الفيروسات المسببة للسرطان مسؤولة عن 30 بالمائة من حالات السرطان في البلدان منخفضة الدخل، ويتسبب السرطان في وفاة عشرة ملايين شخص سنويا، ومن المتوقع استمرار هذه الأرقام في الارتفاع في العقود المقبلة.
وكشفت الاحصائيات أن العادات الغير صحية المتعلقة بنمط الحياة مثل تعاطي التبغ وتناول الأطعمة عالية الدهون وانخفاض مدخول الجسم من الألياف الصحية وقلة ممارسة النشاط البدني تزيد من فرص الإصابة بالسرطان، إذ كشفت التقارير أن ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان من متعاطي التبغ.
وأشارت ضيفة البرنامج إلى أنه في حين أن معدل معظم السرطانات يتجه نحو الانخفاض، فإن معدل أنواع معينة مثل الورم الميلانيني قد ارتفع في العقود القليلة الماضية، ووفقًا للمعهد الوطني للسرطان سيتم تشخيص حوالي 39.5 في المائة من جميع الرجال والنساء في الولايات المتحدة بالسرطان في مرحلة ما من حياتهم.
ويعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى النساء، وسرطان البروستاتا لدى الرجال، كما يصيب سرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم كل من الرجال والنساء بأعداد كبيرة.
علاوة على ذلك، يمكن أن تحدث بعض أنواع السرطان بسبب العوامل البيئية، مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وقد يرتبط عدد من السرطانات بعدوى أولية بفيروس من الفيروسات السبع السابق ذكرها.
بالإضافة إلى عوامل الخطر، فإن هناك بعض أنواع السرطانات الموروثة مما يعني أنها تنتقل عبر العائلة من جيل لآخر، ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية فإن حوالي 5 في المائة إلى 10 في المائة من جميع أنواع السرطان موروثة نتيجة طفرات جينية.
كما أكدت الطبيبة على أهمية الفحوصات للجميع ممن تظهر عليهم أعراض المرض أو الذين ليس لديهم بالضرورة أي أعراض للسرطان، ويكون الفحص اعتمادًا على العمر أو الجنس أو عوامل الخطر الأخرى خاصة إذا كنت أحد هذه الفئات التالية:
أصبت بالسرطان من قبل
لديك فرد من العائلة تم تشخيص إصابته بالسرطان
تتعاطى التبغ أو تعمل مع مواد كيميائية معينة
لديك طفرة جينية معينة مرتبطة بالسرطان
لديك جلطة دموية تتطور دون سبب معروف
كبار السن
وأخيرا نصحت استشارية الأورام بالخضوع للفحص الدوري للكشف المبكر عن السرطان وعندها يكون من السهل جدا علاجه والقضاء عليه تماما عن طريق الجراحة لاستئصال الورم مباشرة أو الخضوع للعلاج الكيميائي، أو استخدام الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية.