قال بروفيسور تركي إن جميع اللقاحات المستخدمة حاليا لا تزال فعالة ضد السلالة الجديدة المتحورة من كورونا، في وقت طالب أطباء ألمان بتوضيح الآثار الجانبية للقاح أسترازينيكا قبل بدء حملات التطعيم في عيادات الأطباء.
وأوضح رئيس قسم الأمراض المعدية بكلية الطب بجامعة أنقرة البروفيسور إسماعيل باليق، أن الجامعة شاركت في تجارب المرحلة الثالثة للقاحي فايزر/بيونتك وكورونافاك وأن على المواطنين تلقي أي منهما بحسب ما يُتاح له. وبيّن أن كلا اللقاحين فعالان في الحد من الوفيات والإصابة الشديدة بالفيروس.
وأكد باليق أن مشاهداتهم وتجاربهم تظهر أنه يمكن للمواطنين ترجيح نوع اللقاح الخامل (سينوفاك) على لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال MRNA إذا كانت أجسادهم أكثر عرضة للحساسية لأن اللقاح الخامل تكون أعراضه الجانبية أخف.
وأضاف “لقاحات MRNA تسبب استجابة مناعية أشد وتأثيرها على تحفيز الجهاز المناعي أقوى من اللقاحات الخاملة”.
لقاح محتمل لفيروس كورونا تطرحه شركة سينوفاك للتكنولوجيا الحيوية في الصين (غيتي)
وتابع “لذلك يمكن للأشخاص الذين استجابتهم المناعية ضعيفة، مثل من يعانون السمنة المفرطة وأمراض الكلى والسكر ومن يتلقون علاجًا للسرطان وغيرهم أن يفضلوا لقاح بيونتك من نوع الحمض النووي الريبوزي على لقاح سينوفاك الخامل. إلا أنه يجب أن نوضح أن اللقاح الخامل فعال أيضًا مع هذه الفئات”.
وأوضح أن لقاح MRNA يظهر تأثيره بعد أسبوع من تلقيه ويكون بجرعة واحدة، أما اللقاح الخامل فلا يظهر تأثيره إلا بعد مرور 15 يومًا من تلقي الجرعة الثانية.
وأشار باليق إلى أن تأثير لقاح بيونتك أقوى لدى كبار السن إلا أن احتمالات ظهور أعراض جانبية تكون أكبر. وبين أن الأعراض الجانبية تكون أوضح مع لقاح بيونتك، وتكون على شكل ألم وتورم في مكان تلقي الحقنة، وألم في الجسم وارتفاع درجة الحرارة.
إلا أن أيا من هذه الأعراض لا يشكل خطرًا على متلقي اللقاح، وفق باليق، بينما تختفي هذه الأعراض الجانبية أو تقل كثيرًا مع لقاح سينوفاك الخامل.
قال البروفيسور التركي إن العالم يشهد حاليًا ارتفاعًا في أعداد الإصابات بالوباء بسبب طفرات جديدة للفيروس، لافتًا إلى أهمية التدابير الاحترازية الفردية في مواجهة الوباء، وأنه يمكن التغلب عليه عالميًا عبر نشر حملات التطعيم.
وأوضح أن نسب الوفيات جراء الوباء والحالات الحرجة انخفضت كثيرًا عالميًا مع بدء التطعيم، وأنه سيمكن السيطرة عليه في أسرع وقت مع تلقيح أعداد أكبر.
وقال: إذا تم تطعيم أكثر من 60% من عدد السكان في دولة ما، تتكون مناعة جماعية، لأن قسما آخر من السكان يكون قد أصيب بطريقة طبيعية، وبالتالي لا يشكل الفيروس مشكلة أو تهديدا كبيرا في تلك الدولة.
على صعيد آخر طالب أطباء ألمانيا بتوضيح الآثار الجانبية لمستحضر أسترازينيكا وذلك قبل بدء حملات التطعيم ضد كورونا في العديد من عيادات الأطباء.
لقاح استرازينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد (المسبّب لمرض كوفيد-19) (غيتي)
وفي تصريحات لصحيفة (بيلد) الألمانية الصادرة غدًا الثلاثاء، قال أولريش فايجلت رئيس اتحاد الأطباء العموميين “لا ينبغي أن يتحول التطعيم إلى اختبار شجاعة سواء بالنسبة للمرضى أو بالنسبة للطبيب”.
وكانت الحكومة الاتحادية الألمانية وحكومات الولايات قررت قبل أسبوع بناء على توصية من اللجنة الدائمة للتطعيم قصر التطعيم بلقاح أسترازينيكا على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا وذلك بعد ظهور حالات تجلط دموي في أوردة دماغية في فئات عمرية أصغر انتهى بعضها بالوفاة.
وانتقد فايجلت عدم توضيح التاريخ المرضي للأشخاص الملقحين الذين ظهرت عندهم مثل هذه الحالات ومدى استعدادهم للإصابة، وقال “أطباء العيادات يعرفون مرضاهم ويمكن أن يتخذوا قرارات مختلفة، واستبعاد كل من هم أقل من 60 عامًا من التطعيم بأسترازينيكا هو أمر مفتقد للدقة للغاية”.
في الوقت نفسه، قال فايجلت إنه لا يريد أن يوصي زملاءه بالتحايل على التعليمات الصادرة من لجنة التطعيم “لأنه إذا حدث شيء، فستكون هناك ثورة هائلة”.