يعد سرطان البروستات ثاني سبب للوفيات بسبب السرطان عند الرجال في الجزائر ، بعد سرطان الرئة ، علما بأن رجلا واحدا من بين 7 مصابين بسرطان البروستات ، ومعظمهم يتجاوز عمرهم 50 سنة .
واستنادا إلى معطيات السجل الوطني للسرطان ، فإن سرطان البروستات يأتي في المرتبة الرابعة من ضمن الأنواع السرطانية التي تصيب الرجال بالجزائر ، بمعدل 8.2 لكل 100 ألف ساكن ، بمتوسط عمر 70 سنة .
كما صنّف المعهد الوطني للصحة العمومية سرطان البروستات ، كأكثر السرطانات المنتشرة في الجزائر خلال السنة الجارية ، ويأتي بعده سرطان الرئة والقولون «المستقيم» والمعدة وسرطان الثدي ، وذلك نظرا لتأخر القيام بعملية الفحص وإهمال المتابعة الطبية بالنسبة لأغلب المرضى .
ويظهر مرض البروستات عند الرجال ابتداء من سن الخمسين ، بسبب انتفاخ غدة البروستات ، أو الزيادة في حجمها نتيجة تكاثر الخلايا بها ، فتصبح الغدة تشكل ضيقا للرجل ما يؤدي إلى التبول اللاإرادي ، أو إلى إغلاق إحليل المثانة لديه ، وهو ما يتداوله الناس ب”حصر البول” .
ولكن لايزال الوعي بسرطان البروستات ضعيفا في الجزائر ، بسبب عدم الفحص الدوري للرجال الذي يؤخر التشخيص وبالتالي العلاج وتُظهردراسة جديدة أن الرجال الذين يخضعون لخفض ”التستوستيرون” لعلاج سرطان البروستات قد يكونون في خطر متزايد من الإصابة بالخرف .
وهذا يدل على أن المجمتع الجزائري يسير نحو الشيخوخة ، وأضافوا أن عامل الوراثة لدى أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى يزيد من احتمال إصاباتهم بالمرض كما أرجعوا ذلك إلى بعض العوامل الجينية على غرار التشوهات التي تصيب الخصية والأمراض المتنقلة جنسيا واضطرابات أخرى كالتدخين والكحول وسوء التغذية التي تُعد من أكثر عوامل الخطر المؤدية للإصابة بهذا المرض ، علما بأن ممارسة الرياضة واتباع النظام الغذائي الجيد والمتنوع يعزّزان الوقاية من هذا المرض .
ومن الأعراض البارزة لمرض البروستات في الحالات المبكرة للمرض :
الاستيقاظ المتكرر خلال الليل للتبول
الشعور بآلام في أسفل البطن وفوق عظم العانة
عسر وحرقة عند التبول
عدم القدرة على تفريغ المثانة
دم في البول
أما في الحالات المتأخرة لسرطان البروستات تكون الأعراض :
عجز كلي عن التبول
تفريغ المثانة بواسطة القسطرة
تستدعي هذه الحالة عملية جراحية
ووفقأ للبروفيسور عدة بونجار رئيس مصلحة طب الأورام بالمستشفى الجامعي للبليدة ورئيس الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في أمراض السرطان ونائب رئيس رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان أن هناك ما يقارب 20 مليون حالة جديدة في العالم منها 9 ملايين حالة وفاة ، وفي الجزائر مابين45 إلى 50 ألف حالة جديدة سنويا ، وقال المتحدث أن حجم هذه الأرقام في الجزائر مرعب مقارنة بدول العالم ، متوقعا زيادة أكثر في عدد حالات الإصابة بسرطان البروستات في السنوات القادمة .
وأشارت رئيس مصلحة طب الأورام بالمستشفى الجامعي للبليدة بأن سرطان البروستات بالرغم من أن انتشاره بطيء ، إلا أن مخاطره وأعراضه كارثية على جسم المريض خصوصا انتشاره على مستوى العظام بنسبة 70 بالمائة .
وسرطان البروستات عند التشخيص المبكر يمكن شفاؤه بنسبة 80 % على مدى 10 سنوات بعد اجراء العملية الجراحية الموضعية والعلاج بالاشعة كما ذكر بعض الأطباء أن سرطان البروستات ليس له علاج جذري ولأجل ذلك يصف الطبيب المتخصص علاجا هرمونيا من أجل كبح تطور المرض وتأثيراته على الجسم ولكن الهدف الأساسي خلال اختيار تقنية علاجية للسرطان هو منع تنامي الخلايا السرطانية محليا وانتشارها في أماكن أخرى من الجسم .