واليوغا رياضة هندية قديمة حظيت في 11 كانون أول/ديسمبر عام 2014 باعتماد يوم عالمي لها من قبل الأمم المتحدة في 21 يونيو/حزيران من كل عام بتأييد 177 دولة.
وجاء اعتماد اليوم العالمي لليوغا بناء على مقترح تقدمت به الهند آنذاك، نظرا لأهميتها كأداة قوية للتعامل مع ضغوط الشكوك والخوف من المجهول والعزلة، فضلا عن أنها مهمة للحفاظ على صحة البدن.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن محبي رياضة اليوغا أصبحوا يمارسونها في منازلهم بسبب إغلاق الأندية والصالات الخاصة ضمن إجراءات التباعد الاجتماعي التي اعتمدتها الدول لمكافحة جائحة كورونا.
يقول الخبير الهندي في الرياضات القديمة أنكيت تيواري، إن ممارسة اليوغا يمكن أن تساهم بشكل كبير في محاربة فيروس كورونا، على اعتبار أنها تقوي النظام المناعي للجسم.
ويضيف تيواري، أن هناك عدة وضعيات لليوغا يمكن أن تعزز نظام الغدد الصماء، وتقوية الغدتين الدرقية والكظرية، وكذلك الكبد.
ويتابع أن التوازن الهرموني ضروري لتحسين مناعة الجسم، لافتا إلى أن الشخص الذي يتمتع بمناعة قوية يحقق نجاحا أكبر في مكافحة عدوى كورونا.
ويرى الخبير الهندي، أن اليوغا هي الممارسة الأنسب خلال الوباء لأنه يعالج المشاكل العقلية والجسدية.
عندما قدمت الهند مشروعها للأمم المتحدة لاعتماد يوم عالمي لليوغا، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في كلمته خلال افتتاح الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة، إن اليوغا هدية لا تقدر بثمن من تقاليدنا القديمة، وتجسد وحدة الجسد والعقل، والفكر والعمل، وهي نهج شامل مهم لصحتنا ورفاهنا.
وفي هذا الخصوص يشير تيواري، إلى أن القيود المفروضة على السفر وحالات الذعر خوفا من العدوى والموت، فضلا عن التداول المستمر للأخبار السلبية في جميع أنحاء العالم أدى إلى زيادة سريعة في مستوى القلق والتوتر.
ويضيف أن تكون حبيس المنازل بغية العزلة يمكن أن يكون له تأثير نفسي، وقد يؤدي للاكتئاب والقلق.
وبحسب تيواري، فإن ممارسة رياضة اليوغا إلى جانب الحفاظ على التواصل مع الأصدقاء والعائلة ومزاولة نمط حياة صحي، يمكن أن يساعد في السيطرة على الصحة العقلية والقلق، وتقوية العضلات، ويمكن أيضا أن يساعد على التخلص من السموم في الجسم.
ويشير الخبير الهندي، إلى أن القلق والتوتر يحفزان الجهاز العصبي الودي الذي يسبب عدة مشاكل، بما فيها ارتفاع ضغط الدم وقلة التركيز وضيق التنفس وفقدان الشهية.
ويردف تيواري، أن نمط حياة اليوغا يساعد على تهدئة عقولنا، لأنه يحفز جهازنا العصبي غير الودي من خلال عدة وضعيات، ومن خلال ضبط النفس، مما يساعد على تقليل التوتر في العضلات والمفاصل.
وتصف منظمة الصحة العالمية اليوغا، بأنها وسيلة لتحسين الصحة في إطار خطة العمل العالمية المتعلقة بالنشاط البدني للفترة 2018 – 2030 تحت عنوان زيادة أعداد الممارسين للأنشطة البدنية لعالم أكثر صحة.
ويوضح الخبير الهندي، أن اليوغا يمكن أن تعتبر تمرينا شاملا من شأنه العناية بجسم الإنسان وعقله وروحه، لافتا إلى أهمية أنها مورست من قبل الإنسان في جميع العصور.
ويشدد تيواري، على أن اليوغا هي من أجل الصحة والتناغم والساعدة، وبممارستها يمكن تحقيق الصفاء الذهني.