مع أحمد
WUHAN, CHINA - FEBRUARY 09: Experts from the WHO-China joint team Liang Wannian (L) and Peter Ben Embarek attend the WHO-China Joint Study Press Conference on February 9, 2021 in Wuhan, Hubei Province of China. (Photo by Zhang Chang/China News Service via Getty Images)

خمسة أسئلة من دون أجوبة بعد انتهاء مهمة منظمة الصحة في الصين

اختتمت بعثة خبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين مهمتها هذا الأسبوع من دون التوصل إلى معرفة منشأ فيروس كورونا المستجد الذي أودى بأكثر من 2.3 مليون شخص في أنحاء العالم، لكنها متفقة على أن الفيروس انتقل على الأرجح من الخفافيش إلى حيوان آخر غير معروف قبل أن ينتقل إلى البشر.

وتوصلت أيضًا إلى أنه “من المستبعد للغاية” أن يكون الفيروس جاء من مختبر يخضع لأقصى متطلبات السلامة البيولوجية في مدينة ووهان (وسط الصين)، في مسعى على ما يبدو لدحض عدد من الفرضيات التي تربط معهد علوم الفيروسات في المدينة بالعدوى.

وترافقت مهمة الفريق في الصين مع ضغوط دولية كبيرة ووضعت تحت المجهر، ووصف أحد خبراء الفريق بيتر داشاك -والخبير في علم الحيوان- المهمة بـ”العمل الشاق في بيئة مشحونة سياسيًّا على أكبر نحو ممكن”.

وبعد مهمة استمرت نحو شهر، توجد خمسة أشياء نجهلها حتى اللحظة عن مصدر الفيروس.

قال الخبراء إن فحوصًا أجريت على عشرات آلاف العينات من الحيوانات البرية والأليفة والداجنة في أنحاء الصين، لكن لم يعثر في أي منها على فيروس كورونا المستجد (المسبب لمرض كوفيد-19).

وتقول ماريون كوبمانز خبيرة الفيروسات الهولندية والعضو في الفريق إن فصائل أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ومنها جرذان الخيزران والقوارض والأرانب والتي بِيعت في سوق هوانان غرب ووهان، حيث سُجلت أولى بؤر الفيروس، ويمكن أن تمثل مدخلا لتحقيقات تتبع المنشأ.

وقال داشاك، بعد المؤتمر الصحفي، إن فيروسات خفافيش جديدة اكتشفت في تايلاند وكمبوديا “تنقل تركيزنا إلى جنوب شرق آسيا”، وأضاف “أعتقد أننا يوما ما سنعثر على ذلك (خزان الفيروسات)، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لكنه سيكون هناك من دون شك”.

برزت تساؤلات إزاء إمكانية وصول العلماء إلى معطيات في الصين، وسط اتهامات بأن بيجين قلّلت في البدء من خطورة العدوى في ووهان أواخر 2019.

وقالت خبيرة الأوبئة الدنماركية والعضو في الفريق ثيا كولسن فيشر بعد المؤتمر إن الفريق لم يحصل على معطيات بحالتها الأصلية، لكنه اعتمد على تحاليل سابقة لعلماء صينيين.

وتابعت “في معظم الحالات، سيكون من الطبيعي لأشخاص من الخارج أن يتمكنوا من الوصول إلى معطيات متراكمة”.

وقال أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية إنه أُتيح لهم الوصول الكامل إلى المواقع والأشخاص الذين طلبوا زيارتهم.

كثيرًا ما روَّجت بيجين لفرضية أن الفيروس وصل إلى الصين من خلال أغلفة منتجات سلاسل التبريد مثل مأكولات البحار المثلجة، ونسبت إليها تفشي الوباء في داخل الصين.

وكان مدير الطوارئ في المنظمة مايك رايان قد أعلن في وقت سابق أن “لا يوجد دليل على أن مواد غذائية أو سلسلة المواد الغذائية، أسهمت في نقل العدوى”، لكن في الصين، بدا أن بعثة المنظمة تعطي وزنًا لتلك الفرضية.

وقال رئيس الجانب الصيني للبعثة ليانغ وانيان إن الفيروس يمكنه أن يقطع مسافات بعيدة على أسطح سلاسل سلع باردة، وبأن عينات بيئية من سوق هوانان الذي يبيع مأكولات بحرية وحيوانات برية مبردة، أظهرت “تلوثًا واسعًا” بالفيروس، بينما حذّر رئيس الفريق بيتر بن إمبارك من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الفيروس قادرًا على الانتقال إلى البشر من أسطح سلاسل تبريد ملوثة.

دعت بيجين مرارًا منظمة الصحة العالمية إلى القيام بمهمة لتتبع منشأ الفيروس في الولايات المتحدة، وسلط مسؤولون بوزارة الخارجية الانتباه إلى نظريات مؤامرة حول تسرب الفيروس من مختبر أبحاث عسكري أمريكي بشأن الجراثيم.

وسعيًّا إلى إبعاد الانتقادات الدولية لها على طريقة استجابتها للوباء في بدايته، ضخَّمت الصين دراسات تشير إلى ظهور بعض حالات الإصابة بكوفيد-19 في إيطاليا وبلدان أخرى، أواخر 2019.

لكن لدى نشر نتائج التقرير، قالت كوبمانز إن هذه الدراسات “لا توفر دليلًا كاملًا على انتشار مبكر” خارج الصين مطلع ديسمبر/كانون الأول 2019، لكنها قالت إن على الخبراء “أن يذهبوا للبحث عن دليل على انتشار مبكر”.

قالت كوبمانز إن المزارع التي تزوّد سوق هوانان في ووهان بالحيوانات البرية تستحق مزيدًا من الأبحاث.

وعلاوة على ذلك، يتعين أخذ المزيد من عينات خزانات فيروسات حيوانات برية، وخصوصًا الخفافيش، في الصين وخارجها، واقترح بن امبارك إعادة فحص عينات باعتماد “مقاربات جديدة” لفحوص الدم، والبحث عن مزيد من الحالات المبكرة التي لم يُكشف عنها في ووهان، منذ ديسمبر 2019.

وتحرص الصين على أن تجري المرحلة التالية من التحقيقات بشأن ملابسات منشأ الفيروس في بلد آخر.