مع أحمد

أحلام اليقظة

إن الجزء المرتبط بأحلام اليقظة في المخ يمكن أن يسمح لنا بأداء مهام بطريقة تلقائية.

حيث تنشط مجموعة من مناطق المخ تعرف باسم “شبكة الوضع الافتراضي” أو اختصارا بـ دي إم إن، حينما يكون الشخص في حالة أحلام يقظة أو يفكر في الماضي أو المستقبل.

وتوصلت دراسة حديثة إلى أن شبكة الوضع الافتراضي تكون أكثر نشاطا في حالات الاسترخاء، بينما قد تعمل بصورة غير طبيعية في ظروف مثل الإصابة بمرض الزهايمر أو الانفصام في الشخصية.

وفي تلك الدراسة، طُلب من 28 متطوعا أن يزاوجوا بين بطاقة مستهدفة مع واحدة أخرى، من بين أربعة بطاقات تظهر أمامهم.

واكتشف المشاركون ما إذا كانت البطاقات يفترض أنها متطابقة، من ناحية اللون أو العدد أو الشكل، وذلك عبر المحاولة والخطأ.

وجرت مراقبة نشاط المخ لديهم باستخدام ماسح ضوئي.

وبينما كان المشاركون يتعلمون القاعدة، أو ما يعرف بمرحلة التحصيل، فإن جزء من المخ يعرف باسم شبكة الاهتمام الظهري تكون أكثر نشاطا. وهي مرتبطة بمعالجة المعلومات التي تتطلب تركيزا.

وبمجرد أن عرفوا القاعدة وبدأوا يطبقونها، كانت شبكة الوضع الافتراضي أكثر نشاطا، حيث كانوا يؤدون المهمة على نحو جيد، خصوصا حينما يكون نشاط شبكة الوضع الافتراضي مرتبطا بنشاط في منطقة قرن آمون، وهي جزء من المخ مرتبط بالذاكرة.

ويقول المشرف على الدراسة، دينيز فاتانزيفر، إن شبكة الوضع الافتراضي تسمح لنا بتوقع الأشياء التي في طريقها للحدوث، ومن ثم تخفض حاجتنا للتفكير.

ولذلك، حينما تقود سيارتك صباحا متوجها إلى عملك عبر طريق اعتدت عليه ستنشط شبكة الوضع الافتراضي، ما يمكننا من أداء مهامنا دون الحاجة إلى بذل وقت أو طاقة كبيرة في اتخاذ كل قرار.

ويقول الدكتور فاتانزيفر إنه حينما تتغير البيئة المحيطة وتصبح غير متوافقة مع توقعاتنا، فإن أمخاخنا تدخل في “وضع يدوي”، يتجاوز الوضع الآلي أو نشاط شبكة الوضع الافتراضي.

ويأمل الباحثون في أن تساعد تلك النتائج الأشخاص، الذين يعانون مشكلات في الصحة النفسية، مثل الإدمان والاكتئاب والوسواس القهري، والذين قد يكون لديهم أنماط من الفكر التلقائي تدفعهم نحو سلوك سيئ متكرر.

BBC