صرح الدكتور غلام ضبعان الحاصل على الدكتوراة في الجراثيم الطبية والمناعة بجامعة تورنتو في كندا، لبرنامج مع الحكيم أنه على الرغم من الإجراءات المشددة في معظم البلاد للحد من انتشار المتحور أوميكرون، لم يحل ذلك دون موجة تفش كبيرة للمتحور، بل بالعكس فقد تسبب المتحور الجديد في ملايين الإصابات في شهرين فقط.
ما هو الوضع الآن؟
صرح ضيف الحلقة أنه بالعودة إلى جنوب أفريقيا ربما نستشرف واقعنا مما يحدث هناك، فقد أعلنت الحكومة في جنوب أفريقيا أنها اجتازت ذروة الموجة الرابعة و قررت رفع الحظر الذي فرضته بعد ظهور أوميكرون.
وتشير البيانات إلى أن المتحور الجديد لم يسبب زيادة كبيرة في الوفيات، وعلى الرغم من سرعة انتشاره إلا أن معدلات دخول المستشفيات كانت أقل مقارنة بالموجات السابقة، وهو أمر إيجابي يبعث على التفاؤل.
وأضاف ضبعان أن هناك عدة بيانات رجحت أهمية اللقاحات في الحماية من الوفيات والحالات الحرجة، في حين أظهرت دراسة محدودة بجنوب أفريقيا أن الأشخاص الذين تعافوا من متحوّر أوميكرون يقاومون على نحو أفضل انتقال عدوى متحوّر دلتا وباقي المتحورات.
الأمر الذي يحتاج تفسيرا عاجلا .. لماذا ينتشر أوميكرون أسرع ويفتك أقل ..
الإجابة جاءت في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية يشير إلى أن أدلة كشفت أن متحور أوميكرون من المرجح أنه يصيب الحلق أكثر من الرئتين، وهو ما قد يفسر كونه أكثر عدوى ولكنه أقل فتكا من المتحورات الأخرى.
و ذكرت الغارديان أن ست دراسات خلصت إلى أن أوميكرون لا يضر برئتي الناس بقدر متحور دلتا و المتحورات السابقة، وأوضحت بيانات أن أوميكرون أكثر قدرة على إصابة الحلق من الرئتين، ومن ثم يتكاثر بخلايا الحلق بسهولة أكبر من الخلايا العميقة في الرئة، و ذلك يجعله أكثر قابلية للانتقال ما قد يساعد على تفسير الانتشار السريع لأوميكرون.
ولكن هل ضعف المتحور أوميكرون يبشر بنهاية الوباء؟
أشار ضيف الحلقة إلى أهمية هذه الدراسة التى قد تكون بمثابة بشرى بقرب انتهاء الوباء، فعند إصابة الفيروس الحلق وعدم قدرته على إلحاق الضرر بالرئتين فإنه قد أصبح أقرب إلى نزلات البرد العادية أو الأنفلونزا الموسمية.
وأوضح الدكتور غلام أن هناك نوعين من التحورات الفيروسية:
التحور الأول يحدث عندما يتم إنتقال الفيروس من عائل إلى عائل آخر، كأن ينتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان وهو ما حدث في بداية الوباء، وهذا الإنتقال يؤدي إلى تحورات منظمة وهي الأشد فتكا.
أما التحور الثاني فيحدث عندما ينتقل الفيروس بين البشر، وهو تحور عشوائي يؤدي إلى عمليات تخريبية في فيروسات RNA وتغير من خواصها.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن هذه التحورات لا يمكن التنبؤ بها، إلا أنها أقل شراسة وتؤدي عادة إلى متحورات أقل ضررا من السابقة وهذا ما يحدث بشكل عام في الفيروسات، فهي تخرب نفسها وهو ما نأمل أن يكون بداية النهاية لهذه الجائحة، على حد قوله.
https://www.facebook.com/1100382210009846/videos/2084426445051920