مع أحمد

قصة شاب مغربي مع السيدا ” الإيدز “

أصيب كريم من المغرب البالغ من العمر 24 سنة  قبل ثلاث سنوات بفيروس نقص المناعة ( الإيدز ) وما إن تلقى نتائج التحاليل الإيجابية حتى راودته فكرة الإنتحار .

فقد أقام هذا الشاب علاقة جنسية مع إحدى ممتهنات الجنس دون وقاية ، وازدادت معاناته بعيشه بعيدا عن عائلته بعد أن غادر منزل الأسرة إثر خلافات عائلية .

 ويقول كريم «لا تستطيع أن تكشف عن إصابتك بالمرض أمام الجميع ، كلنا يخشى نفور الآخر منه ، لذا ننسج نحن المرضى علاقات خاصة مع بعضنا البعض ونتضامن في ما بيننا فلم أعد قادرا على تحمل الأمر كما في الماضي ، لكن مناعتي مازالت جيدة ، لا أتناول العلاج الثلاثي حاليا وأتابع التحاليل الطبية المجانية لدى الطبيب المشرف على حالتي في مستشفى  غشت بالدار البيضاء فنحن لا نحتاج سوى للدعم من المحيطين بنا لأننا مثلهم ومن حقنا أن نحلم ونعيش».

لا تقتصر هذه النظرة السلبية تجاه حاملي الفيروس على أفراد المجتمع محدودي التعليم ، بل تمتد إلى الطبقة المثقفة التي تدرك جيدا أن انتقال المرض يتم عن طريق الاتصال الجنسي أو الدم .

وما يحتاج إليه حاملو الفيروس هو الدعم المعنوي من العائلة والمحيط ، فنظرة المغاربة إلى المصابين بالمرض احتقارية للأسف ويفضل الجميع الابتعاد وقطع علاقته بالمصاب .

وتتجاوز معاناة ضحايا مرض الإيدز في المغرب الجانب الاقتصادي المرتبط بكلفة العلاج ، لتتركز أساسا في المستوى الاجتماعي المتعلق بنظرة «التقزز والنفور» من المصاب ، وما تفرزه من انعكاسات نفسية وشعور بالعزلة والإقصاء .

ولم يكن البحث عن تصريح لشخص مصاب (بالإيدز) بالأمر الهين ، فقد تطلب الأمر طرق العديد من الأبواب .

وفى هذا المجال تسرد لنا أم شريفة قصة معانتها فطبقآ لآخر دراسة أجريت بخصوص انتشار المرض في المغرب تؤكد أن 70 في المائة من النساء أصبن في بيت الزوجية دون ممارسة علاقات غير شرعية ومثال على ذلك أم لطفلة تقول أن زوجها هو السبب في إصابتها فبعد هجرها طيلة عشر سنوات دون أن يعلمها بمرضه لم تعلم هي بمرضها إلا قبل ثلاث سنوات بعد أن انخفض وزنها إلى 46 كيلوغراما وأصيبت بالعديد من الأمراض التي أثرت سلبا على صحتها، فأخبرها الأطباء في النهاية أنها مصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة ، لكنها لم تتقبل الأمر في السنة الأولى من اكتشافها المرض ، وتقول بهذا الصدد ” بعد أن علمت الخبر لم يغمض لي جفن لمدة شهر ، وأخبرت عائلتي أنني مصابة بتسمم في الدم لأنهم لن يتقبلوا الأمر باستثناء ابنتي التي تبلغ من العمر 11 سنة وترافقني عند ذهابي إلى المستشفى”

تعيش المرأة الأربعينية حاليا مع أمها ولا تعمل بأى وظيفة تؤمن لها لقمة العيش وذلك لأن العديد من المشغلين لا يفضلون توظيف أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة ، فهي تعتمد على مساعدة إخوتها ، لاسيما وأن الأمراض بدأت تفتك بجسدها ، وتوضح بهذا الصدد ” أعاني من آلام في الظهر تمنعني من بذل أي جهد ، وبدأت أفقد أسناني ، وبالرغم من أن الجمعيات تقدم المساعدة فإن ذلك لا يغطي جميع النفقات” وهي تشعر أن حياتها دمرت وأن زوجها هو السبب في ذلك ، لكن ما يخفف عليها معاناتها هو عدم إصابة ابنتها بنفس المرض .