مع أحمد

زيت جوز الهند سم بطئ ” هراء غير علمي”

    أدلت البروفيسورة كارين ميشيلز التى ترأس مركز أبحاث الأورام في جامعة فرايبورغ في ألمانيا هذا الادعاء المثير للجدل في ألمانيا الشهر الماضي حيث قالت إن زيت جوز الهند “هو أحد أسوأ الأطعمة التي يمكن تناولها وإن شحم الخنزير أكثر صحة منه”

حيث أدلت البروفيسور ميكلز بهذا التصريح في حديث استغرق 50 دقيقة في ألمانيا الشهر الماضي ، وترجمته مجلة الأعمال الألمانية Insider Deutschland ومن بين أمور أخرى ، فقد أخبرت الجمهور أن “زيت جوز الهند هو سم نقي” و “هو أحد أسوأ الأطعمة التي يمكن تناولها” وحصد الفيديو ما يقرب من 1.4 مليون مشاهدة منذ نشره في العاشر من يوليو الماضي.

ليست الدكتور، كارين ميشيلز، الوحيدة التي نبهت إلى ذلك الخطر الذي يحيط بما يعرف بـ”الزيت المعجزة”، بل نبهت إلى ذلك جمعية القلب الأمريكية التي نصحت بعدم استخدامه كثيرا، في يونيو 2017، وكذلك حذرت منه مؤسسة القلب البريطانية، التي صرحت بأنه لا توجد دراسات مؤكدة لأفضلية الدهون المشبعة في زيت جوز الهند عما سواها من الدهون المشبعة من مصادر أخرى وذلك عقب دراسة أكّدت وجود نسب مرتفعة من الدهون المشبعة في زيت جوز الهند، وأن الدهون المشبعة، أيا كان مصدرها، تدمر صحة القلب.

ولم تكن صاحبة إحدى الدراسات ، ماري-بيير سانت-أونج ، مؤمنة بأن زيت جوز الهند يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن وأوضحت في دراستها أن نسبة زيت جوز الهند ليست سوى 14 في المائة من الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة.

وفي تقرير نشر في يونيو الماضي ، حذر الأطباء من أن زيت جوز الهند يحتوي على 82 في المائة من الدهون المشبعة – أكثر من الزبدة ب (63 في المائة) وشحم الخنزير ب (39 في المائة).

ذلك وقد ارتفعت مبيعات زيت جوز الهند ستة أضعاف في غضون عقد من الزمان في المملكة المتحدة ، وتظهر الأرقام ارتفاعآ مماثلآ في الولايات المتحدة ، حيث يعتقد المستهلكون أنها خالية من الدهون المشبعة حيث تم تشويه صورة الدهون المشبعة منذ السبعينيات بعد أن ربطتها دراسة بالمستويات العالية من الكوليسترول “الضار” (LDL).

كما بدأت مبيعات زيت جوز الهند في الصعود في أوائل عام 2000 ، في أعقاب دراستين بجامعة كولومبيا حيث تدخلت كلتا الدراستين في تأثيرات الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة ، وهو نوع من الدهون الموجودة في جوز الهند وسرعان ما قرر المستهلكون أن زيت جوز الهند يمكن أن يصبح الكأس المقدسة لحرق الدهون – لكن المجتمع الطبي ظل متشككا.

لكن التصريحات التى تكشف سلامة الدهون المشبعة قد ازدادت في السنوات الأخيرة ، وسط الدراسات التي أظهرت أن الدهن يمكن أن يعزز مستويات الكولسترول الجيد (HDL) حيث تدعي الدكتورة مالهوترا أن الدهون المشبعة لا تزيد بالضرورة من خطر الإصابة بأمراض القلب وأن خفض نسبة الدهون المشبعة من الوجبات الغذائية قد أدى إلى استبداله بالسكر والكربوهيدرات التي تزيد من السمنة.

    ولذلك طلبت الدكتورة أيسيم مالهوترا ، وهي من المؤيدين للدهون المشبعة ، الاعتذار من قبل البروفيسورة كارين ميشيلز حول إدعائاتها “الكاذبة تمامًا” والرجوع عنها علانية حيث صرحت “بعد أن راجعت كل الأدلة ، يمكنني أن أؤكد بشكل قاطع أن هذا الادعاء كاذب تماما … أود أن أقول إنه هراء غير علمي وأدعو البروفيسورة ، على سبيل الاستعجال ، إلى التراجع علانية عن تعليقاتها وتقديم اعتذار”.

وأضافت الدكتورة مالهوترا أنها إذا لم تفعل ذلك ، فإنها “تخاطر بسمعة جامعة هارفارد ، وهي مؤسسة كبيرة “.

وقد أشارت الدكتورة مالهوترا إلى أبحاث جامعة كامبريدج في وقت سابق من هذا العام والتي تناولت آثار زيت جوز الهند الخام على مستويات الكوليسترول وقام كل من البروفيسور كاي تي خاو وزملاؤه بمقارنة آثاره بزيت الزيتون على 94 مشاركًا ، وذلك للدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية المفتوحة.

تم تقسيم المشتركين إلى ثلاث مجموعات ، وتناولت كل مجموعة كل يوم لمدة أربعة أسابيع 50 غ من زيت جوز الهند ، أو 50 غ من زيت الزيتون أو 50 غرام من الزبدة.

فلوحظ أن المجموعة التي تناولت الزبدة أن ارتفع لديها مستويات الكوليسترول المنخفض الكثافة (LDL) بنحو 10 في المائة ولم تظهر مثل هذه الارتفاعات بالنسبة لتناول زيت جوز الهند أو زيت الزيتون.

والأكثر إثارة للدهشة ، في حين أن الزبدة وزيت الزيتون كلاهما رفع نسبة الكولسترول بنسبة 5 في المائة ، فقد رفعه زيت جوز الهند بنسبة مذهلة بلغت 15 في المائة.